وحكى أبو زيد عن العرب: شاعرني فشعرته فأنا أشعره، وفاخرني ففخرته فأنا أفخره بالضم، مع أن العين حرف حلق، وهو مذهب الجمهور، ونقل الجوهري: واضأني فوضأته فأنا أوضئه بالفتح وهو مذهب الكسائي، قال: وذلك الحلق.
قال صاحب التحقيق: ولعله علل بذلك تبعا للكسائي، ولو تبع غيره لقال: إنه من الشاذ إلا أن يكون علل ما سمع أ. ه.
قلت: يدل على أنه تبع الكسائي قوله في حرف الميم في مادة: خصم خصمه أي بالفتح يخصمه أي بالكسر غلبه وهو شاذ، فإن فاعلته ففعلته، أي بالفتح يرد يفعل منه أي بالكسر إلى الضم إن لم يكن عينه حرف حلق أ. ه.
وظاهر هذا أيضا موافقة نقل ابن الناظم، من أن حرف الحلق مانع من الضم عند الكسائي، وما في قوله: وفتح ما حرف حلق غير أوله، واقعة على المضارع، لأن فتح عين المضارع فتح للمضارع، لأنها بعضه أو لتقدير مضاف، أي وفتح عين ما حرف حلق غير أوله، ويضعف وقوعها على العين، أي وفتح العين التي حرف الحلق غير أول لها، أي غير سابقة لها، أي غير فاء، لأن فاء الكلمة قبل عينها.
وكونه غير أول لها شامها شامل لأن يكون هو العين نفسها، أي حرف الخلق عين الكلمة، وأن يكون آخر الهاء أي بعدها، أي لاما للكلمة، لأن لام الكلمة بعد العين، والمقصود بالعين عين المضارع، ويكون التذكير حينئذ في أوله باعتبار لفظ ما، أو لجواز تذكير العين على ما مر، وسمى حرف الحلق وحرف حلق لأنه يخرج من اللحق وهو ستة: والحاء والخاء، والعين والغين والهاء، يجمعها أوائل كلم البيت:
أترى عين خليلي
هجعت حين غليلي
وهو من مجزوء الرمل.
صفحة ٦٣