ومفاخر بكسر الخاء وضم الميم اسم فاعل، إضافة بذ إليه إضافة مصدر لفاعله، أو بفتح الخاء، وضم الميم اسم مفعول، فالإضافة إضافة مصدر لمفعوله، قاله صاحب تحقيق المقال، وليس بمتعين لجواز أن يكون إضافة بذ لمفاخر بكسر الخاء إضافة مصدر لمفعوله، أي لغلبتك من فاخرك، وإضافة بذ لمفاخر بالفتح إضافة مصدر لفاعله، أي لغلبة من فاخرته إياك، ويجوز على بعد أن يكون مفاخر بضم الميم وفتح الخاء مصدرا ميميا بمعنى مفاخرة، والمصدر الميمي قيل: مصدر وقيل: اسم مصدر، وعليه المكودي خلاف أوضحته في النحو.
وزعم صاحب تحقيق المقال: أنه يجوز كونه اسم مصدر بمعنى افتخار، أما كونه اسم مصدر فهو قول كما رأيت، وأما كونه بمعنى افتخار فلا حاجة إليه، بل المناسب بمعنى المفاخرة، لأن مصدر فاخر مفاخرة لا افتخارا، ومفاخر اسم ذلك المصدر، إلا إن أراد مطلق المعنى، لأن معنى افتخار من حيث كونه يقع من شخص في مقابلة شخص في معنى مفاخرة، ولو كانت لفظة المفاخرة للمفاعلة بين اثنين دون افتخر، وافتخار، ويجوز فتح الميم وكسر الخاء جمع مفخر أي فخر فيمنع من الصرف، ويجوز صرفه للبناء على القول بجواز صرف مفاعل سعة، وضرورة لا للضرورة، لأن الوزن يقبل تنوينه وعدم تنوينه بناء على أن الضرورة ما لا مندوحة للشاعر عنه، وهو مذهب الناظم وفيها مبحث طويل ذكرته في النحو.
وفي كثير من النسخ لما لمبدى اسم فاعل أبدى بيدى رباعيا بمعنى أظهر يظهر، ومفاخر (ح) بفتح الميم وكسر الخاء وهو جمع مفخر بفتح الميم والخاء، وتتابعت الإضافات في قوله: داعي لزوم انكسار العين، بأن لم ينون داعي وتتابعهما لا يخرج الكلام عن الفصاحة، وقد وقع في التنزيل قال الله تعالى: (مثل دأب قوم نوح) وقال: (ذكر رحمة ربك عبده).
صفحة ٥٧