وإنما يصاغ من فعل المفتوح المتصرف التام، وصوغه مقيس، وإنما خصه بالمفتوح لأنه لم يأت استعماله عنهم إلا منه.
وقال غيره: يصاغ قياسا من كل فعل ثلاثي تام متصرف مفتوح العين، أو مضمومها أو مكسورها، ولكن تفتح عين الماضي، ولو كانت قبل المفاخرة مضمومة أو مكسورة ويتعدى، ولو كان قبلها لازما نحو: كرمته بفتح الراء خفيفة أكرمه بضمها كما في المغني وغيره، وإنما يقاس لكثرة وروده كثرة ما.
وقال صاحب بغية الآمال: وباب المغالبة سماعي، إنما تقف فيه عندما سمع من العرب، وروى عنها قال: قال سيبويه: وليس في كل شيء يكون هذا، ألا ترى أنك لا تقول: نازعني فنزعته، استغنى عنها بغلبته وأشباه ذلك، يريد أنهم قد يقولونه من غير لفظ الأول كقولهم: نازعني فغلبته وذلك مسموع أ. ه.
ومعنى بذلا بذال معجمة أعطى، والمضارع يبذل بضم الذال وكسرها، والماضي بذل بفتحها، والإشارة بذا إلى المجئ بالمضارع مضموم عين المفهوم من قوله: يجاء به مضموم عين، أو إلى الضم المفهوم من قوله: مضموم عين.
وقال صاحب تحقيق المقال: إلى لزوم الضم أي لزومه المفهوم من قوله: يجاء به مضموم عين، لأنه قال: يجاء به ولم يقل: قد يجاء به، ولا يجاء به جوازا، ولا مثل ذلك، أو لأنه يؤول يجاء بالطلب الدال على اللزوم.
والبذ بفتح الباء وتشديد الذال المعجمة بمعنى الغلبة، وهو مصدور، ومثله البذيذ، والفعل بذه يبذه، كنصره ينصره.
صفحة ٥٦