ومضارع الواوي اللام المفتوح، يجب ضم عينه لبيان أنه واوي اللام، ولأن الضم يناسب الواو، ولئلا يلتبس بذوات الياء لو كسرت العين فتقلب الألف ياء، ولئلا يحتمل القلب عن ياء لو فتحت العين فتبقى الألف، وسواء فيه المتعدي كأسى الجرح يأسوه داواه، وآلاه يألوه قصر: (لا يألونكم خبالا) وبلاه يبلوه اختبره، وتلاه يتلوه تبعه، وتلا القرآن قرأه، وجفاه يجفوه هجره، وجفا البلد يجفوه خرج منه، وجلا السيف يجلوه صفاه، وجلا العروس أراها الناس، وجلاه يجلوه أظهره وأخرجه، وحباه يحبوه أعطاه، وحدا الإبل يحدوها غنى لها ليسوقها، وحذاه يحذوه أعطاه، وحساه يحسوه شربه جرعا، وحشا الوسادة يحشوها، وذراه يذروه فرقه، ورجاه يرجوه، ورشاه يرشوه، ورفا الثوب يرفوه ألحمه، وشجاه يشجوه أطربه، وشجاه يشجوه أيضا أحزنه، وعداه يعدوه جاوزه، وغزاه يغزوه، وقفاه يقفوه تبعه، وكساه يكسوه، وهجاه يهجوه شتمه بشعر.
وهكذا تلك الأفعال متعدية إلى غير ما ذكر أو آتية بمعان غير ما ذكر كما تراه في القاموس في أواخره، جاعلا صاحبه الواو قبل الكلمة حمراء، أو كبيرة سوداء، علامة على أن الألف في آخر الكلمة منقبلة عن واو، أو على أن الواو في آخرها أصل أي غير منقلبة عن ياءان صرح بها، واللازم كآلايأ يألو اللازم، وبدا يبدو أي ظهر أو سكن البادية، وبذا يبذوا فحش في الكلام، وجلا يجلوا ظهر، وحبا يحبوا مشي على بطنه، وحنا يحنو عطف، وخبت النار تخبو سكنت، وخطا يخطو أي مشي، وخلا يخلو، ودجا الليل يدجو أي أظلم، ودنا يدنو، وذكت النار تذكو أي اشتغلت، وربا يربو زاد، ونما ينمو كذلك، ورسا يرسو ثبت، ورنا إليه يرنو نظر، وزكا يزكو، وسجا يسجو، وسطا يسطو، وسلا إليه يسلو وفيه لغة سلى يسلي كرضي يرضي، وأخرى سلي يسلي بفتحها كأبي أبي شاذا أو مركبا من اللغتين.
صفحة ٤٧