وفعل بالكسر يتردد بين الفتح في المضارع وهو قياس وبين الكسر، وقد علم أن فعل المضموم يلزم طريقة واحدة، فالتزم في اليائي ما جاز في غيره، إما لأنه فرع بالنظر إلى التحويل فأعطى الكسر الذي هو فرع فعل بالكسر، وإما لئلا يخرج عن طريق فعل بالفتح إذا كان صحيحا، وإما لئلا يوقع في اجمال واحتمال، لأنه لو فتح المضارع صح في الجملة، واحتمل أن ألفه عن ياء أو عن واو.
قال ابن عصفور: شذ من الواوي المفتوح: طاح يطيح، وتاه يتيه في لغة من قال ما أطوحه وما أتوهه.
ويجاب: بأنهما مضارعا طاح يطوح، وتاه يتوه، استغنى بالياء عن الواو تخفيفا، وقال (س) والخليل: طاح وتاه الواويان فعل يفعل بكسر الماضي والمضارع، يدلك على الواوية: طوحت وتوهت، وما أطوحه وأتوهه، ومن قال طيحت وتيهت فقد جاء بها على باع يبيع.
ورده ابن عصفور بأن فعل يفعل شاذ في الصحيح والمعتل، وفعل يفعل وإن شذ فيما عينه واو غير شاذ في الصحيح، فليحمل على ما يكون غير شاذ في حال.
(م5 لامية الأفعال ج2)
وأجيب: بأن الشذوذ المرتكبة هو غير موجود نظيره في النوع، والذي ارتكب غيره موجود النظير في النوع، ومراعاة النوع في النوع أولى من مراعاة النوع في الجنس، والله أعلم.
صفحة ٤٦