أقول حين ارى كعبًا ولحيته ... لا بارك الله في بضع وستين
وقف المصنف عند كلمة "ستين" وقفة نحوية فصل فيها الحديث وأفاض قال: "في جر ستين قولان أحدهما أنه أخرجه على أصل حركته لالتقاء الساكنين، وهو الكثير ضرورة كما قال [يريد سحيم بن وثيل الرياحي]:
وقد جاوزت حد الأربعين
والقول الىخر أن الشاعر أراد الوقف، وللعرب مذهب في الإسناد أنهم يطلقون في القوافي، ومنهم من يعربها، ومنهم من ينون ما ينون وما لا ينون، فإذا وقف على نون الجميع لا يبين حركة، فجاز ذلك مع نون الأصل في القوافي، لأنك لا تجد هذه النون مكسورة إلا في القوافي".
فواضح أن في هذا القول إطالة تصرف عن البيت، ولكنها إطالة فرضتها طبيعة الجزئية التي استدعت بسط الكلام.
ولعل أهم ما يلحظه القاريء في هذا الشرح اهتمام صاحبه بالرواية في البيت الواحد، فهو يثبت الرواية التي يختارها في المتن ثم يشير في أثناء الشرح إلى روايات البيت الأخرى، ومن تتبعنا لما يشير إليه من روايات لاحظنا أنه إذا أثبت رواية في المتن متفقة مع التبريزي وأشار إلى رواية أخرى وجدنا هذه الرواية مثبتة في متن المرزوقي، وقد يقع العكس بأن يثبت رواية تتفق مع المرزوقي ثم يشير إلى رواية أخرى نجدها في متن التبريزي، والذي يقف على عملنا في هوامش هذا الشرح يدرك حقيقة ذلك ...
وربما أثبت في متنه رواية مخالفة لما أثبته كل من المرزوقي والتبريزي، ولكننا نجده يشير في شرحه في الغالب إلى روايتيهما، ومن ذلك بيت النابغة الذبياني فقد أثبت روايته فيه على هذا النحو:
بعد ابن عاتكة الثاوي ببلقعة ... أمسى ببلدة لا عم ولا خال
2 / 47