***92]
اللهم إنى أسئلك من كلماتك بأتمها، وكل كلماتك تامة، اللهم إنى اسئلك بكلماتك كلها.
لعلك بعد إنفتاح بصيرة قلبك وخروجك عن سجن طبيعتك والرجوع إلى ما سبق من الكلام في غنى عن حقيقة الكلمه والكلام وفهم روحهما وعلى بينة من ربك في تخريج لباب المعاني عن قشورها وبعثها عن قبورها، وقد تفطنت مما تلى على أذن قلبك وأملي على روحك وعقلك أن عوالم الوجود وإقليم الكون من الغيب والشهود كتاب وآيات وكلام وكلمات وله أبواب مبوبه وفصول مفصله ومفاتيح يفتتح بها الأبواب ومخاتيم يختتم بها الكتاب، ولكل مفتاح أبواب، ولكل باب فصول، ولكل فصل آيات، ولكل آية كلمات، ولكل كلمة حروف، ولكل حرف كلمة زبر وبينات.
ففاتحة الكتاب التكويني الإلهي الذي صنفه تعالى جده بيد قدرته الكاملة التي فيها كل الكتاب بالوجود الجمعي الإلهي المنزه عن الكثره المقدس عن الشين والكدورة بوجه هو عالم العقول المجردة والروحانيين من الملائكة والتعين الأول للمشيئة، وبوجه عبارة عن نفس المشيئة، فإنها مفتاح غيب الوجود. وفي الزيارة الجامعة. بكم فتح الله. لتوافق أفقهم عليهم السلام لأفق المشيئة. كما قال الله تعالى حكاية عن هذا المعنى {ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى}(النجم:8) وهم عليهم السلام من جهة الولاية متحدون. أولنا محمد، أوسطنا محمد، آخرنا محمد، كلنا نور واحد. ولكون فاتحة الكتاب فيها كل الكتاب والفاتحة باعتبار الوجود الجمعى في بسم الله الرحمن الرحيم، وهو في باء بسم الله، وهو في نقطه تحت الباء. قال علي عليه السلام: أنا النقطة، وورد: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد عن المعبود. وفاتحة الكتاب الإلهي والتصنيف الرباني عالم الطبيعة وسجل الكون بحسب قوس النزول، وإلا فالختم والفتح واحد، فإن ما ينزل من سماء الإلهية يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. وهذا وجه خاتمية النبي المكرم والرسول الهاشمي المعظم الذي هو أول الوجود، كما ورد: نحن السابقون الآخرون. وبين فاتحة الكتاب وخاتمته سور وأبواب وآيات وفصول. فإن اعتبر الوجود المطلق والتصنيف الإلهي المنسق بمراتبه ومنازله كتابا واحدا يكون كل عالم من العوالم الكلية بابا وجزوا من أبوابه وجزواته. وكل عالم من العوالم الجزئية سورة وفصلا، وكل مرتبة من مراتب كل عالم أو كل جزء من أجزائه آية وكلمة. وكان قوله تعالى {ومن آياته أن خلقكم ***93]
صفحة ٩٢