شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- ٣١ - الْإِعْرَاب نورها بدل من الشَّمْس وحرف الْجَرّ مُتَعَلق بيحسد وأسكن الْيَاء من يأتى ضَرُورَة وَأكْثر مَا يأتى فى الْيَاء وَالْوَاو وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(كأنّ أيْدِيهِنّ فى المُسُوحِ ...)
فأسكن الْيَاء ضَرُورَة الْمَعْنى أَنه ضرب مثلا بالشمس وبحساده يَقُول من يقدر أَن ياتى للشمس بِمثل فليأت فَإِن لم يقدر فليمت غيظا فَكَمَا أَنه لَا مثل للشمس كَذَلِك لَا مثل لَهُ
١ - الْغَرِيب الرّبع الْمنزل فى كل أَوَان والمربع الْمنزل فى الرّبيع الْخَاصَّة الْمَعْنى يَقُول للربع فَدَيْنَاك من الأسواء وَإِن زدتنا وجدا وهيجته لنا فأذكرتنا عهد الْأَحِبَّة حِين كنت مثوى للحبيب فمنك كَانَ يخرج وَإِلَيْك كَانَ يعود وَجعل محبوبه الشَّمْس فَكَانَت إِذا ظَهرت فِيك كنت كالمشرق لَهَا وَإِذا احْتَجَبت احْتَجَبت فِيك كنت كالمغرب لَهَا وَهَذِه من الطَّوِيل فعولن مفاعيل فعولن مفاعيل مرَّتَيْنِ
٢ - الْمَعْنى يَقُول كَيفَ عرفنَا رسم دَار من لم تدع لنا قلبا وَلَا عقلا وَهَذَا تعجب مِنْهُ لعرفانه الرسوم ويدع بِالتَّاءِ وَالْيَاء فَمن روى بِالتَّاءِ من فَوْقهَا حمله على الْمَعْنى لِأَن الْمَقْصُود بِمن امْرَأَة فهى كَقِرَاءَة حَمْزَة والكسائى فى قَوْله تَعَالَى ﴿وَمن يقنت مِنْكُن لله وَرَسُوله﴾ وَمن روى بِالْيَاءِ فَهُوَ على لفظ من
٣ - الْإِعْرَاب اللَّام فى لمن مُتَعَلق بكرامة وَيجوز بنمشى كَرَامَة مصدر فى مَوضِع الْحَال وركبا حَال أَيْضا وَإِن فى مَوضِع نصب بِإِسْقَاط حرف الْجَرّ أى كَرَامَة عَن أَن نلم بِهِ ركبانا الْغَرِيب الأكوار جمع كور وَهُوَ رجل النَّاقة الْمَعْنى يَقُول لما أَتَيْنَا هَذَا الرّبع ترجلنا عَن رواحلنا تَعْظِيمًا لَهُ ولسكانه أَن نزوره راكبين وَقد كشف الْمَعْنى السرى الموصلى بقوله
(حُيِّيتَ مِنْ طَلَلِ أجابَ دُثُورُهُ ... يَوْمَ العَقِيقِ سُؤَالَ دَمْعٍ سائِلِ)
(نحفَى وَننْزلُ وهوَ أعْظَمُ حُرْمةً ... مِن أَن يُذاَلَ براكِبٍ أَو ناعِلِ)
1 / 56