شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْغَرِيب الغر الْبيض والسحاب جمع سَحَابَة وَقد قَالَ فى نَعته الغر وَقد جَاءَ فى الْقُرْآن السَّحَاب الثقال وَقيل كل جمع لَيْسَ بَينه وَبَين واحده إِلَّا الْهَاء يجوز أَن يحمل على التَّوْحِيد يُقَال هَذَا تمر طيب وَإِن قيل ثَمَر طيبَة فَحسن الْمَعْنى نذم السَّحَاب لِأَنَّهَا محت آثَار الرّبيع وغيرته وَإِذا طلعت عَلَيْهِ أعرضنا عَنْهَا عتبا عَلَيْهَا لإخلاقها الرسوم والأطلال وَخص الغر لِأَنَّهَا كَثِيرَة المَاء
٥ - الْمَعْنى يَقُول من طَالَتْ محبته للدنيا أى ظَاهرهَا وباطنها وأمامها وَخَلفهَا وتقلبت على عينه لَا يخفى عَلَيْهِ مِنْهَا شئ عرف أَن صدقهَا كذب وَأَنَّهَا غرور وأمانى وَيجوز أَن يكون هَذَا التقلب بأحوالها من المسرة والمضرة والشدة والرخاء وَقَالَ الواحدى يجوز أَن يكون الْبَيْت مُتَّصِلا بِمَا قبله يُرِيد أَن السَّحَاب تطلب وتشكر وَلَا تذم وَنحن نذمها لما تفعل بِالربعِ وَهَذَا من تقلب الدُّنْيَا وَهَذَا الْبَيْت فِيهِ حِكْمَة لم يذكرهَا الواحدى وَهُوَ من قَول الْحَكِيم لَيْسَ تزداد حركات الْفلك إِلَّا تحيل الكائنات عَن حقائقها وَفِيه نظر إِلَى قَول أَبى نواس
(إِذا اخْتَبرَ الدُّنْيا لَبيبٌ تكَشَّفَتْ ... لَهُ عَنْ عَدُوّ فِى ثِيابِ صَدِيق)
٦ - الْغَرِيب الأصائل جمع أصيل وَهُوَ آخر النَّهَار وَالضُّحَى مَقْصُور يؤنث وَيذكر وَهُوَ حِين تشرق الشَّمْس فَمن أنث ذهب إِلَى أَنه جمع ضحوة وَمن ذكر ذهب إِلَى انه اسْم على فعل مثل صرد ونغر وَهُوَ ظرف غير مُتَمَكن مثل سحر تَقول لَقيته ضحى وَإِن أردْت بِهِ ضحى يَوْمك لم تنونه ثمَّ بعده الضحاء مَفْتُوحًا ممدودا وَهُوَ ارْتِفَاع النَّهَار الْأَعْلَى الْمَعْنى يَقُول كَيفَ ألتذ بِهَذِهِ الْأَوْقَات إِذا لم أستنشق ذَلِك النسيم الذى كنت أَجِدهُ من قبل يُرِيد نسيم الحبيب وَيجوز أَن يكون نسيم أَيَّام الشَّبَاب والوصال
1 / 57