(ولم يجز تصديقهم على الله إلا بدلالة بينة، وحجة قاطعة يعلم الخلق بعجزهم عنها أن الله تولى ذلك على أيديهم)، عجزوا عن الاتيان بمثل ما أتت به الرسل من عند الله، ووقفوا وقوف الحسير في المدرجة ، ولم يقم لهم والحمدلله على الرسل حجة.
(فجاءت الرسل بالآيات التي ليس في قوى الخلق المجيء بمثلها، فوجب تصديقهم على الله بعد الحجة والبينات).
الآيات التي جاؤا بها مثل قلب العصا حية لموسى، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى صلوات الله عليهما. ومثل: تكثير الماء لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما، ومثل حنين الجذع، ومثل تكثير الطعام اليسير حتى يشبع منه الجم الغفير والعدد الكثير، وغير ذلك مما لايسع كتابنا شرح ذلك، من حديث مصارع أهل بدر، وحديث الاستسقاء، مع ادعائه النبوة قبل إظهاره لهذه الأشياء، وقد اتفق المسلمون مع اختلاف مذاهبهم وتباعد ديارهم وتضليل بعضهم بعضا على صحة ذلك.
فأجمعوا على أنه صلى الله عليه وآله وسلم وضع يده في ميضأة ففار الماء من بين أصابعه (ص) حتى استقى منه وتوضأ ورووا منه جميعا أيضا.
وأنه كان يخطب إلى جنب جذع قبل أن ينصب المنبر، فلما نصب وتحول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حن الجذع كما يحن الفصيل، حتى التزمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ورووا أنه [صلى الله عليه وآله وسلم] يوم الخندق دعي إلى طعام يسير، فأكل منه الجم الغفير، والعدد الكثير.
صفحة ٤٨