شم العوارض في ذم الروافض
محقق
د. مجيد الخليفة
الناشر
مركز الفرقان للدراسات الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
العقائد والملل
وكأنه ﵁ وَكَرّمَ وَجهُهُ أشارَ إلى تفِسير قَوله تعَالَى: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح: ٢٩] وقوله سبحانه﴾ وتعَالى في حقِّ أهِل الصفة: ﴿تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ [البقرة: ٢٧٣] وقوله سبحانه ﴿(١) وتعالى في حق المنافقين: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ [محمد: ٣٠] (٢).
وَمِن اللطائف مَا وَقعَ مِن أربَابِ الظرائف، وهو: كَانَ سنيًا (٣) في غايَة مِن حسن الصّورة وَنور البَصِيرة، لِكنُه مُولع بالفِسقِ مِن شرب الخَمرِ وَغيرها مِن الأمُور الخطيرة، وَهَو مِن ندماء الشيعَي مِن الأمرَاء، فَذَكرَ في مَجلسِهِ بيَان أمَارَات الأتقِيَاء وَعَلامَات الأشقِيَاء، فَقالَ السَّني: «أنا مِن فسّاق أهل السّنة وَانظروا في وَجهي مِن سِيما نُور أهل الجَنة، وَأبصروا في طلعَة الحسَامي وَغاظ (٤) الشيعَة وَاتقِيَائهم عَلى مَظِنتهم الشيعَة تروا عَلَيه مِن غبر (٥) الظلَمة المشَاهدة، على أنه من حملة الظلَمة».
ولعَلهُ أخَذَ هَذا المعنى اللطِيف وَالمبَنَى الظريف مِن قوله تعَالَى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُولَئِكَ
_________
(١) ما بين المعقوفتين﴾ ﴿زيادة من (د). وينظر للفائدة تفسير ابن كثير: ١/ ٣٢٦.
(٢) قال القرطبي: «ولتعرفنهم في لحن القول: أي في فحواه ومعناه». الجامع لأحكام القرآن: ١٦/ ٢٥٢.
(٣) في (د): (شابًا).
(٤) في (د): (وغلظ).
(٥) في (د): (غبرة).
1 / 71