السيد بونتيلا وتابعه ماتي

عبد الغفار مكاوي ت. 1434 هجري
144

السيد بونتيلا وتابعه ماتي

تصانيف

هذا هو عصر التجارة والمال. السطحية تنتشر، والزمن الطيب القديم يختفي. إن من أصعب الأمور الآن ألا نيأس من الشعب، بل نحاول دائما معه من جديد، لعلنا أن ننقل إليه شيئا من نور الحضارة.

المحامي :

خذوا بونتيلا مثلا. إن زراعته تنمو دائما في الحقول من تلقاء نفسها. أما القضية فهي مخلوق حساس إلى أقصى حد. وقد يشيب شعر الإنسان قبل أن تكبر وتنضج. كم من مرة يقول الإنسان لنفسه: لا جدوى الآن من القضية، لا يمكن أن تستمر. لم يعد هناك دليل جديد. إنها ستموت في شبابها، وفجأة تتحرك القضية وتسترد صحتها من جديد. يجب أن يكون الإنسان في منتهى الحذر حين تكون القضية في سن الرضاعة؛ فنسبة الوفاة ترتفع أقصى ارتفاع في هذه المرحلة. فإذا نجحنا في أن ندفعها إلى سن الصبا فسوف يعرف طريقه بنفسه، والقضية التي يزيد عمرها عن أربع أو خمس سنوات قضية تضمن لها أن تشيخ ويبيض شعرها، ولكن يا له من تعب حتى تصل إلى هذه السن! آه! ويا لها من حياة كحياة الكلاب! (يدخل الملحق مع زوجة القسيس.)

زوجة القسيس :

يا سيد بونتيلا! من الواجب أن تهتم قليلا بضيوفك. إن السيد الوزير يرقص الآن مع الآنسة إيفا، وقد سأل عنك. (بونتيلا لا يجيب.)

الملحق :

ردت السيدة زوجة القسيس الآن على الوزير ردا ممتعا كله ظرف وذكاء. سألها إن كانت تجد طعما للجاز. انتظرت على شوق، كما لم أفعل في حياتي، لكي أرى كيف ستتخلص من هذه المعضلة. فكرت قليلا ثم قالت: إن المعتاد ألا يرقص أحد على أنغام الأرغن في الكنيسة؛ ولذلك فسواء عندها أن يستخدموا في ذلك الآلة التي تعجبهم. كاد الوزير أن يموت على نفسه من الضحك، فما رأيك في هذا يا بونتيلا؟

بونتيلا :

لا رأي لي؛ لأنني لا أنتقد ضيوفي. (يشير للقاضي أن يقترب منه.)

فردريك، هل يعجبك هذا الوجه؟

صفحة غير معروفة