عاملة الصيدلية :
وفي بعض الأحيان تكون ذاكرتهم قوية. خذوا مثلا «بيكا» الأمريكاني الذي كون ثروة في أمريكا ثم عاد إلى أهله بعد عشرين سنة. كان أهله فقراء إلى حد أنهم كانوا يشحذون قشر البطاطس من أمي. وعندما جاء لزيارتهم وضعوا أمامه قطعة لحم محمرة لكي يعتدل مزاجه. أكلها وقال: إنه يذكر أنه كان قد أقرض الجدة عشرين ماركا، ثم هز رأسه وهو يراهم على هذا البؤس حتى إنهم لا يستطيعون أن يسددوا ديونهم .
عاملة التليفون :
عندهم القدرة على هذا، وهم يتمسكون به وإلا لما صاروا أغنياء. في إحدى ليالي شتاء سنة 1908 طلب أحد الإقطاعيين في بلدنا من أحد الأجراء عنده أن يقوده على البحيرة المتجمدة. كانا يعرفان أن في الثلج صدعا كبيرا، ولكن لم يكونا يعرفان مكانه، فكان على الفلاح أن يسير على قدميه اثني عشر كيلومترا أمام الإقطاعي الجالس في عربته. كان الإقطاعي خائفا على نفسه، ووعد أن يعطي للفلاح حصانا إذا وصلا سالمين إلى الشاطئ، فلما وصلا إلى منتصف البحيرة قال له: إذا نجحت ولم أسقط في الحفرة فلك مني عجل. ولما رأى نورا يلمع من إحدى القرى البعيدة قال له: أتعب نفسك إذا كنت تريد الساعة. وعلى بعد خمسين مترا من الشاطئ كان يتكلم عن جوال من البطاطس. ولما وصلا إلى الشاطئ أعطاه ماركا وقال له: لقد احتجت وقتا طويلا. نحن أغبياء جدا لا نفهم ألاعيبهم ونقع دائما في حيلهم، وما هو السبب؟ لأنهم يبدون مثلنا تماما، وهذا يخدعنا فيهم، ولو كان مظهرهم مثل الدببة أو الثعابين لاحترسنا منهم.
عاملة الصيدلية :
علينا ألا نمزح معهم أو نأخذ شيئا منهم.
إيما المهربة :
لا نأخذ شيئا منهم؟ هذا جميل جدا، ما دام عندهم كل شيء وليس عندنا شيء. لا تشربي قطرة من النهر، إذا أردت أن تموتي من العطش!
عاملة الصيدلية :
أنا عطشانة جدا.
صفحة غير معروفة