ومما أحدث فيه صلاة تسمى الرغائب، المروي فيها الأحاديث الموضوعة التي تصلى بين المغرب والعشاء من أول ليلة الجمعة منه، حدثت سنة ثمانين وأربعمائة من الهجرة. وحكم هذه الليلة حكم سائر ليالي الجمع منه، لا مزيد لها على غيرها من ليالي الجمع. واتخاذها موسما، وزيادة الوقيد على المعتاد؛ بدعة مخالفة للسنة، وما يترتب على ذلك من شغب في المساجد وغيرها حرام، والإيقاد فيها والأكل من الحلواء وغيرها لا ثواب فيه لأجل الليلة ولا مجردا، بل حكمه حكم سائر ما ينفق في غيرها من الأقتار والتوسعة والمقصد له. والأحاديث المروية في فضلها في الصلاة فيها؛ كلها موضوعة باتفاق أئمة النقل والعدالة. وقد جرت فيها مناظرات ومباحث في أزمنة طويلة بين أئمة الدين وعلماء الإسلام، وأبطلت والحمد لله والمنة.
وقد روي في حديث حسن من راوية أنس رضي الله عنه أن صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أحيا سنة، أو أمات بدعة؛ كان له أجر مائة شهيد)).
فليحذر الذين يخالفون عن أمر رسول الله صلى الله وآله وسلم من الفتنة والعذاب الأليم. ونسأل الله تعالى الإعانة على امتثال أمره صلى الله عليه وآله وسلم، واجتناب نهيه، وأن يعيذنا من الفتنة والعذاب الأليم آمين.
وأبطلت صلاتا رجب وشعبان في بلاد مصر بسعي الحافظ ابن دحية (1)، وأمر سلطاننا الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب.
صفحة ٥٥