الصلاة للإمام أحمد

أحمد بن حنبل ت. 241 هجري
19

الصلاة للإمام أحمد

تصانيف

الحديث

ومن وجه آخر فهو لم يتخذ ما يعلمه من النصوص حجة له في التخاذل والقعود عن نصرة الدين ، كان يمكنه الاتكاء على نصوص الاستطاعة والتقية كما نتكىء نحن في هذا العصر ونتخذ من تلك النصوص ذريعة في تركنا ما لابد لنا من الإنكار والتوجيه ، قال البوشنجي : ( جعلوا يذاكرون أبا عبدالله بالرقة في التقية وما روي فيها (1) فقال : كيف تصنعون بحديث خباب " إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار لا يصده ذلك عن دينه " فأيسنا منه )(2) ، وكان حجته في هذا قوله : ( إذا سكت أنت وسكت أنا متى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ) ، وصدق رحمه الله ، فإذا سكت كل طالب علم بحجة التقية وعدم الاستطاعة فمتى يعرف الحق ؟ ثم اين نذهب بنصوص التضحية والجهاد وبذل النفس والعرض والمال في سبيل الله ، فليس المقصود من ذلك فقط في ساحة المعركة ، بل في أي وقت وزمان ومكان يكون فيه الصدع بالحق ثمنه نفس الصادع أو ماله .

فالتقية إن صلحت لعامة الناس ، لم تصلح للعلماء ، وإن صلحت في موقف لم تصلح في آخر يكون في السكوت مزلة للأمة وغش لها .

- - - - -

رقة طبعه وشفقته

لم يكن رحمه الله جبارا قاسيا ، بل كان له طبع رقيق ، ونفس شفافة ، حتى في معاملة أعدائه ، لم يكن تمسكه بالسنة وغيرته عليها يعميه عن أصله الإنساني الإيماني ، فإن المؤمن رحمة لكل الناس ، ولا يأخذ البريء بذنب الجاني .

صفحة ٢٠