الصلاة للإمام أحمد

أحمد بن حنبل ت. 241 هجري
11

الصلاة للإمام أحمد

تصانيف

الحديث

وليعلم الموجه أن هؤلاء الفتية من الطلبة لم ينشئوا في بيئات أهل العلم والدعوة حتى يستفزه أدنى إساءة من أحدهم ، بل كثير منهم حديث عهد بتوبة ، فمداراتهم والصبر عليهم فيه أجر جزيل .

- - - - -

زواجه

لاشك أن النكاح هو سنته - صلى الله عليه وسلم - ، وأن النكاح للمستطيع مستحب ، لكن لابد من الإشارة إلى أن النكاح وغيره من الأعمال الدنيوية والأخروية ، قد تتزاحم ، وأن الناس تتفاوت هممهم وقدراتهم في الحياة ، من أجل ذلك فإن بعض العلماء ترك النكاح وبعضهم أجله ، فممن ترك النكاح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقد مات ولم يتزوج لانشغاله بالعلم والدعوة ، وممن أجله لحين شعر أنه لم يعد يعوقه عن ما هو أهم : إمامنا ابن حنبل فقد ثبت عنه قوله : ( تزوجت وأنا ابن أربعين سنة )(1)، وليس فيما ذكرنا ما ينكر ، وليس فيه معارضة لحثه - صلى الله عليه وسلم - على النكاح ، وإنكاره على من تركه ، لأن إنكاره ذاك كان على من ترك النكاح ظنا منه أنه يعارض العبادة والخوف من الله والتقوى ، ففيه مشابهة للنصارى ، وفيه تنزه عما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - فلهذا غضب وأنكر عليهم ، وأما من تركه لشغله عنه أو لمعرفته أن النكاح يعيقه عما هو أهم فليس في ذلك محذور ، ومن الناس من رزقه الله من المال والقوة النفسية ما يجعله يتحمل مؤنة النكاح ولا يشغله ذلك كثيرا عن العلم والدعوة ، ومنهم من لم يرزقه الله ذلك ، فنكاحه سيأخذ من وقته في طلب الرزق ورعاية الزوجة والأبناء شيئا كثيرا يضن به في غير علم أو دعوة ، فلذلك يترك النكاح أو يؤجله لحين يقدر الله تعالى ذلك .

- - - - -

صفحة ١١