الصلاة للإمام أحمد

أحمد بن حنبل ت. 241 هجري
10

الصلاة للإمام أحمد

تصانيف

الحديث

وكان من شأن العلماء في السابق التعزز على طلبة العلم في بذله لا لكبر وإنما ليشعر الطالب بقيمة هذا العلم فيحفظه ، ومن جهة أخرى حتى يميز الشيخ من هو حريص على العلم والصبر في تحصيله ممن يريد به عزا بين الناس ومكانة ، فإن الصادق في طلب العلم لا يأنف من ترفع العالم عليه وتعززه في ذلك ، وأما من يريد به دنيا فلا يستطيع ، فهو إذن نوع من التصفية .

وهذا الأسلوب من علماء السلف ينتهجه بعض أهل العلم وليس كلهم في وقتنا هذا ، فتجدهم يسيئون معاملة الطلاب، ولا يسمح أحدهم بدرس لطلاب العلم ويقسو عليهم في الدرس إن درس ، وهو يظن أنه بذلك ينتهج منهج السلف ، ولكنه في الحقيقة مخطىء ، لأن السلف كانوا يفعلون هذا في وقت كان في طلاب العلم والمقبلين عليه كثرة ، فكان يطيب لهم هذا التعامل ليميز الله الخبيث من الطيب ، ولا أدل على ذلك أن الإمام أحمد مثلا كان يجلس إليه في حلقته زهاء خمسة آلاف شخص ، هذا في درس تحديث(1)فهبني اليوم درسا راتبا لعالم يحضره خمس هذا العدد بل عشره .

وعليه فالمطلوب من أهل العلم وهم أعلم بذلك الإقبال على طلاب العلم واحتضانهم وتشجيعهم والإنفاق عليهم والصبر على سوء أدبهم إن أساءوا ، إذ هم في عصر اختلطت فيه الفتن وتشابكت ، فكون الشاب ينصرف عن هذه الدنيا التي جملها أهلها وزينها ليطلب العلم فهو خير عظيم إذ سلم نفسه لأهل العلم ليصوغوه ويوجهوه ، فإن وجد من يصده فالذنب على من صده .

صفحة ١٠