قال أرسطوطيلس قال بعضهم الصديق هو المعاشر والموافق في الإختيار قال وقال بعضهم هو الذي يريد الخير والذي يظن بها أنها خير من أجل صديقه قال ومنهم من قال بأنه الذي يجعلك ونفسك واحدا فيعد ولدك في أولاده وأهلك في أهله وإخوانك وإخوانه وأعداءك في أعدائه ويعد نفعك نفعه وضرك ضره فيألم بألمك ويفرح بفرحك وقال أرسطوطيلس الصديق آخر هو هو وقال غيره الأصدقاء نفس واحدة في أجساد متفرقة
في الفرق بين المحبة والصداقة
قال أرسطوطيلس ليست المحبة بالصداقة فإن الصداقة من المضاف وذلك بأن يود كل واحد منهما الآخر وليست المحبة كذلك فإن الإنسان قد يحب ما لا نفس له وقد يحب من ذي النفس من لا يحبه قال وأما العشق فإنما هو إفراط المحبة وليس يجوز أن يصادق الواحد كثيرين وقد يجوز أن يحب الواحد كثيرين
في أن المحبة ضرورية في الحياة
قال أرسطوطيلس المحبة من الأشياء المضطرة جدا في العمر فإنه ليس يمكن أحدا أن يسلم من غير الأصدقاء وإنه ليس في الفقر وسوء الحال ملجأ آخر سوى الأصدقاء وهم معونة المشائخ فيما يحتاجون إليه وهم معونة الشباب على الأفعال الجيدة فإن الإثنين إذا اجتمعا كانا أعون على الفهم وعلى الفعل وهم ملجأ الأحداث لأن لا يخطؤوا قال وما المنفعة بحسن الحال إذا افتقد منها اصطناع المعروف فإنما يكون ذلك ممدوحا بالأصدقاء قال والصديق معونة على دفع الحزن لأنه بعزى بكلامه ويعزى بالنظر إليه وقد يعزى الإنسان وإن لم يكن صديقا إذا ساعد على التحزن كما يعزى النساء بحضورهن المصائب ولكنه ليس ينبغي استدعاء الأصدقاء في سوء الحال والواجب على الأصدقاء أن يبادروا إليه وأما في حسن الحال فبخلاف ذلك في الوجهين قال وحضور الإخوان أيضا سار عند حسن الحال وأقول المحبة فضيلة كبيرة وهي خير من الكرامة لأنها من الخيرات التي تكون في النفس لا من خارج
في أن أكثر المحبات طبيعية
قال أرسطوطيلس المحبة منها طبيعية ومنها ما ليست بطبيعية قال ومن الطبيعية محبة الرئيس والمرؤوس ومحبة الآباء والأولاد ومحبة الرجل والمرأة ومحبة الإنسان لأهل مدينته وكذلك محبته لجميع الناس وللحيوان قال أبو الحسن ولجميع ما يكون بقاؤه به وصلاحه كالغذاء واللباس والمساكن ونقول محبة اللذات البدنية طبيعية وإما الإفراط فيها كمحبة الإلف وكمحبة التسلي فليس بطبيعي قلت ومحبة الرياسة كطبيعية وأما محبة أن يكون هو الرئيس أو صديق له فليس بطبيعي قال أرسطوطيلس ومحبة الشبيه موجودة للشبيه بالطبع حتى في الحيوان كله الطائر و الماشي
القول في المحبات التي ذكرنا أنها طبيعية إنها لم كانت طبيعية
قال أرسطوطيلس العلة في المحبات التي ذكرنا أنها طبيعية أن الإنية محبوبة عند الكل وبقاء الأنية بالحياة فواجب أن يكون جميع ما تكون به الحياة أو صلاح الحياة محبوبا بالطبع قال فنقول على هذا بأن البقاء لما كان بالحياة والحياة بالفعل كان من الواجب أن تكون محبة الفاعل لفعله طبيعيا ويجب من هذا أن يحب الرئيس المرؤوس والآباء الأولاد وأما محبة المرؤوس فمن جهة أن صلاح إنيته به والأولاد فإنما يحبون الآباء لأنهم علة كونهم وأما محبة الرجل والمرأة فلأنه لما لم يمكن أن يكون الإنسان باقيا بشخصه جعل ذلك له بالأولاد فكل واحد منهما يحتاج إلى الآخر لبقاء إنيتهما بالنوع قال وكذلك قيل في حد الولد بأن ولدك آخر هو أنت قال وأما محبة الإنسان أهل مدينته فلأنه لما لم يكن في الواحد كفاية في استبقاء إنيته بإقامة ما يحتاج إليه لإستبقائها بنفسه وجب أن يجعل الأعمال الخاصية عامية لتعود بالكفاية فكان اجتماعهم على الأوفق العام السبب في ألفتهم وكانت هذه المحبة طبيعية قال ومن هذا الوجه يقع محبة جميع الناس والحيوان قال وقد يحب الرجل المرأة والمرأة الرجل من هذا الوجه أيضا قال ويشبه أن يكون هذه المحبو بالطبع لأنها ليست في الناس فقط لكن في الطائر أيضا وفي الحيوان أيضا
في أنواع المحبات
صفحة غير معروفة