قال أرسطوطيلس إنه لما كانت الأشياء التي هي أغمض إنما تعرف بالتي هي أظهر وجب أن ننظر في المحبوبات أولا قال وأقول المحبوبات ثلثة أنواع الخير واللذيذ والنافع فواجب إذن أن تكون أنواع المحبات ثلثة مساوية بالعدد لها قال ولما كان النافع إما أن يكون نافعا في الخير وإما في اللذيذ واللذيذ إنما يكون خيرا إذا كان مؤديا إليه وجب أن تكون المحبة الذاتية هي التي تحب الخير الحقيقي فقط قال وأقول المحبة الذاتية هي التي تراد لذات المحبوب لا لشيء آخر والغرض هو ما يراد من أجل شيء آخر قال وأقول ومن جهة المحبة العرضية أمكن أن يحب الأفاضل الأشرار والأشرار الأفاضل لأن كل واحد منهما لم يحب الآخر لذاته لكن لشيء آخر
في لواحق المحبات الذاتية وخواصها
قال أرسطوطيلس المحبة الذاتية هي التامة لأنها قد جمعت في ذاتها جميع ما يكون للمحبات كلها لأن كل واحد منهما خير لصاحبه بنوع مبسوط وكل واحد منهما لذيذ لصاحبه ونافع لصاحبه قال وهذه تحتاج إلى زمان كثير لأن الصداقة النامة لا تكون بالإرادة السريعة لكن من بعد مخالطة كثيرة ومن بعد تجربة قال وهي الباقية لأن الفضيلة باقية قال ومن خواصها التكافي بالإرادة والنوع قال وذلك أن كل واحد منهما يحب أشياء بأعيانها قال وقد قال أنبذقلس أن الشبيه يحب الشبيه قال وليس هذه بلوامة لأن كل كل واحد منهما يحب أن يكون هو المفضل قال وهي نزرة لأنه ليس يمكن أن يرضى الواحد بكثيرين رضى شديدا قال وإن المحبات العرضية تفترق أما النطقية فإنها أبدا يشتعل
في المحبات العرضية وخواصها
قال المحبة العرضية هي التي يحب الشيء لا لذاته لكن لشيء آخركمحبتنا للنافع وللذيذ قال وهذه قل ما يقع فيها التكافي بالنوع والمقدار بل أكثرها تكون مختلفة وذلك بأن يحب أحدهما الآخر لشيء ويكون ذاك يحب صاحبه لشيء آخر قال ومن أجل المحبات العرضية قيل بأن المحبة إنما تكون من الأضداد كمحبة الفقير للغني والغني للفقير والعاشق والمعشوق والعالم والمتعلم قال وهذه تكون لوامة وذات شكلية وقد يمكن في المحبة العرضية أن يحب الواحد كثيرين وليس ذلك بصواب فإن الذي للذة يكفي منهم القليل كالأبزار في القدر وأصحاب المنفعة إذا كثروا أتعبوا فإن المكافاة في الخدمة تعب وعلى الإنسان شغل في نفسه وليس في العيش كفاية
هل يكره للفاضل أن يصير صديقه زايدا عليه في الفضل
قال أرسطوطيلس وقد يلحق الخيرة من جهة أن يظن بأن الصديق لا يريد لصديقه الخيرات العظيمة من أجل أنه متى صار فاضلا عليه بكثير ارتفعت الصداقة بينهما وذلك لأنهم لا يفرحون حينئذ بأشياء بأعيانها قال ونقول بأن الصديق يريد لصديقه الخيرات العظيمة من أجل نفسه لأنها إذا صارت إلى صديقه كانت له
في السعيد هل يحتاج إلى الأصدقاء
قال أرسطوطيلس وقد شك في السعيد أنه هل يحتاج إلى الأصدقاء إذ كان ذا كفاية قال ونقول إنه إن لم يحتج إليهم للأنتفاع بهم لأن له الخيرات ولم يحتج إليهم للإلتذاذ بهم لأن له لذات في نفسه فليس يحتاج إلى لذة أخرى من خارج ولأن لذة العمر كله قليلة فإنه قد يحتاج إليهم لمعان آخر وذلك بأن السعادة الحياة والفعل والصديق آخر هو هو فهو يحتاج إلى الأصدقاء ليكسب بهم من الأفعال الفاضلة ما لا يتسع لها بنفسه وبعد فإنه قد يشبه المحال أن لا يكون له الأصدقاء وهم أجل الخيرات
القول في فواعل الصداقة
صفحة غير معروفة