============================================================
ومن الرجوغ الي (راحة العقل) واستعراض ما جاء فيه تراه فد زخر بتعابير وأدلة عن ابطال الايسية عن الله وتفي الصفات الاهية ومما قاله وأيده : أن الله تعالي لا ينال بصفة من الصفات ، وآنه ليس جسما ولا هو في جسم ، وانه لا يعقل ذاته عاقل ، ولا يحس به محس ، وأنه ليس بصورة أو مادة ، ولا ضد له ولا مثل ، ولا يوجد في اللفات ما يكن الاعراب عنه ، كما أنه ليس له رتبة في الموجودات ، وهذا يدل علي ما كان يمتاز به من المام واسع بانواع العلوم لا سيما العقلية منها وفي هذا يوافق المعتزلة والمتكلمة ويتفق مع ابن رشد كما انه في موضوع ايجاد العلية " علي وجود الله نواه يتفق مع ديكارت وان كانا يختلفان بايراد التفاصيل وطريقة التعبير . وكل هذا اذا اضفتا اليه بعض البحوث ثراه قسد ضمن حلوله وأفكاره بعض آراء الفلاسفة المتقدمين عليه والمعاصرين له كأفلاطوت وأرسطو والكندي والفارابي وابن سينا ونلاحظ من الرجوع الي ما كتبه الباقلاني والبغدادي والغزالي انهم قرروا ان الاسماعيلية بنفيهم الصفات يعتبرون معطلة . ولكن الكرماني دفع هذه التهمة وقال : ان التعطيل الصريح انما يكون بأن يتوجه فعل حرف النفي "لا: نحو والهوية " قصدا ، كأن يقال مثلا " لا هو" و لا اله" وليس هذا مما تقول به الاسماعيلية ، اذ ابت النفي عندهم هو نفي الصفات وحدها ، وتوجيه فعل حرف النفي "لا، اتما ينصب عتدهم علي الصفات دون اهوية . ومهما يكن من امر فان الكرماني قد وجه عناية خاصة في كتابه "راحة العقل * الي هذا الموضوع ، وفي هذا الكتاب نراه قد خالف جميع الفلاسفة والادباء والمؤرخين والعلماء فبدلا من ان يقسم كتابه الي فصول وابواب واقسام كما فعل غيره من رجال الفكر والمؤلفين تراه قد شبه كتابه بمدينة محاطة بسبعة أسوار علي كل داخل اليها ان يجتار الأسوار السبعة ولكي يجتاز الأسوار السبعة عليه ان يواجه سبعة مشارع متقرعة عن كل سور ، الا السور السابع
صفحة ٢٢