============================================================
وفي هذا نستطيع ان نقول بأنه أيد النظرية القائلة بمبدأ التمسك بظاهر الشريعة تمسكا يؤدي الي العبادة العلمية واقتصار هذه العبادة التي يدخل في ضمنها التأويل والكلام الفلسفي علي الحدود والمأذونين الذين وصلوا الي مستوي عال في الفلسفة والعلوم ، وكل هذه الظواهر تجدها اذا امعنا التظر في " الرسالة المضيئة* وفي " المصابيح في اثبات الامامة وفي " تتبيه الهادي والمستهدي ، وفي " راحة العقل* . مضافا الي لك ان للكرماني فضلا كبيرا في تطور النظام الفكري والتوسع في الكلام النظري الخاص مع اضافة عناصر جديدة ، وتوسيع لبعض الموضوعسات ورضع القواعد الأساسية للتقسير ، ومع التناقض والتشابه وخاصة في موضوع و الامامة " التي كانت تدور حولها آراء ونظريات غير مستقرة ولا ثابتة ، ولهذا فأن كتابه " راحة العقل" قد حدد فواعدها وأصوها ومراتبها ومركزها ووضع ها القواعد الجديدة والأسس والنظم والترتيب .
لقد كات الكرماني ميرزأ في مذهب الدعوة للوجود ، وفي نفي الايسية والليسية والصفات عن الله تفيا مطلقا ، ومذهب الدعوة في التوحيد ومذهب الدعوة في الأصلين الابداع والانبعاث والغلو الامامي والأفضلية بين الامامة والنبوة ، وكل هذا بأسلوب متطقي علمي بحت ، ولم يقفه عند هذا الحد بل جمع لأول وهلة الأصلين الأولين ، العقل الفعال ، والنفس الكلية ، مع نظام العقول العشرة الافلاطونية الستي ايدها المعلم الثاني ، وقد قايل وطابق بين عالم الابداع (وهو عالم العقول أو العالم الروحاني) وبين العالم الجرماني (وهو عالم الافلاك والكواكب) وبين العالم الجسماني ( وهو ما دون فلك القمر) وبين عالم الدين ( وهو عالم حدود الدين ) ثم رمم ها المخططات الجغرافية والفلكية والأرضية والجسدية التي جامت غاية في الفن والابداع ودلست علي براعة في التعبير وعلو كعب في الفلسفة .
صفحة ٢١