50

والسيد مصطفى لطفي المنفلوطي كان في تلك الآونة طالبا فقيرا من طلاب الجامعة الأزهرية، ولكن انتسابه إلى الشرف النبوي هو الذي قربه من شيخ الطرق الصوفية، وزج به في منازعات الخلافة ومناوراتها.

والشيخ حمزة فتح الله هو أحد علماء اللغة من المغاربة الذين كان القصر الخديوي معنيا بضيافتهم مع أمثالهم من علماء البلاد العربية، لاكتساب الصفة الإسلامية، ودوره في قضية القصيدة أنه شطرها ليرده هجاءها إلى ناظمها، ويعنيه عناية خاصة من ناحية النسب وعراقة البيت، وفي هذا التشطير يقول:

قدوم ولكن لا أقول سعيد

على فاجر هجو الملوك يريد

لئام لهم «بيت» من اللؤم عامر

وملك وإن طال المدى سيبيد

وأحمد فؤاد هو صاحب صحيفة «الصاعقة»، التي أنشئت لتكون صحيفة «الهجاء الاجتماعي» الأخرى أمام السيدين المنتسبين إلى الإمام الحسين، وقد كان يومئذ إلى جانب الآستانة، في تردده الطويل بين القصرين: قصر يلدز وقصر عابدين.

والمويلحيان وعلي يوسف كلهم ينتسب إلى الشرف، وكلهم يخوض معركة الكفاية الزوجية باسم الانتماء إلى السادات، ومنظومات عام الكف وعام الكفء بعض ثمرات هذه المناوشات.

ومن وراء ذلك حاشية الأدباء في قصر عابدين، ودورهم في القضية مستور، ولكنهم يقومون به من وراء الحملات التي تشن على أدباء القضية من وراء ستار. •••

وفي المرحلة الثانية من مراحل المؤامرات بين القصور وحملة الأقلام، تأتي مؤامرات النزاع بين قصر عابدين وقصر الدوبارة؛ مقر العميد البريطاني الذي كان يلقب بقيصر قصر الدوبارة، وإليه يوجه حافظ إبراهيم قصيدته حين يقول:

صفحة غير معروفة