* [ذكر الجزائر]
ثم وصلنا إلى الجزائر ، وهي مدينة تستوقف بحسنها ناظر الناظر ، ويقف على جمالها خاطر الخاطر (1) قد حازت مزيتي البر والبحر ، وفضيلتي السهل والوعر ؛ لها منظر معجب أنيق ، وسور معجز وثيق ، وأبواب محكمة العمل ؛ يسرح الطرف بها حتى يمل ، ولكنها قد أقفرت من المعنى المطلوب ، كما : [البسيط]
أقفر من أهله ملحوب (2)
.............................
فلم يبق بها من هو من أهل العلم محسوب ، ولا شخص إلى فن من فنون المعارف منسوب. وقد دخلتها سائلا عن عالم يكشف كربة ، أو أديب يؤنس غربة ، فكأني أسأل عن الأبلق العقوق (3)، أو أحاول تحصيل بيض الأنوق.
* [ذكر بجاية]
ثم وصلنا إلى مدينة بجايه (4)، مبدأ الاتفاق (5) والنهاية ، وهي مدينة كبيرة ، حصينة شهيرة ، برية بحرية ، سنية سرية ، وثيقة البنيان ، عجيبة الإتقان ،
صفحة ٨٢