* [بداية الرحلة]
كان سفرنا تقبله الله تعالى في : الخامس والعشرين من ذي القعدة ، عام ثمانية وثمانين وست مئة ، ومبدؤه من : حاحة (1) صانها الله وكان طريقنا على بلاد (2) القبلة ، فزرنا (3)، بموضع أنسا من أعلى بلاد السوس [4 / ب] الأقصى (4)، قبر الشيخ الصالح أبي حفص عمر بن هارون (5)، وهو من كبار الأولياء ، ومن عظماء الصالحين نفعنا الله بهم ذكره صاحب كتاب «التشوف» (6) وبالغ في الثناء عليه ، وذكره الشيخ الفقيه (7) الصالح أبو سعيد الحاحي المترازي في كتابه «منار العلم» أنه كان يدخل عليهم في الدرس فيقول لهم : «تهنئكم عبادة القلوب والألسن والأيدي والأعين» يعني العلم. وهذا كلام من أيد بالتوفيق ، وأمد بالتحقيق. وحضر معنا زيارة قبره جماعة من الصالحين ؛ ورأينا من حضور القلوب عنده ما قوى الرجاء في نيل بركته.
صفحة ٤٠