وهذه الرحلة بدأت بتقييدها في تلمسان (5)، ولم يمكني إظهارها هنالك ، وأظهرتها بعد خروجنا منها ، ووقف عليها شيوخنا بمصر وغيرها ، وكان شيخنا زين الدين بن المنير (6) حفظه الله يستحسن ما يقف عليه منها ، وقد أكملتها والحمد لله منتظمة (7) على نسقها ، ومستنة في سننها ، جاريا معها حسبما جرت ؛ مستمليا لها فيما قدمت وأخرت ، حتى استوفي الغرض المطلوب ، وحصل المراد منه والمرغوب ؛ وبالله أعتصم وأستعين ، وهو خير عاصم ومعين ، وإياه أستهدي الصواب ، وأستكفي ما يصم ويسم بالعاب (8)؛ إنه بنجح المطالب كفيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
صفحة ٣٩