تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
وفيها أيضًا أن الرؤيا من أقسام الوحي (^١)، ولعل تسلسل الآيات يوضح ذلك فبعد قوله تعالى: ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ (^٢) - والآية تتكلم عن الوحي - جاءت رؤيا يوسف ﵇، فلعلها إشارة إلى أن الرؤيا من أقسام الوحي.
ولعل من الفوائد المستنبطة، أن الحكمة من لفظ الرؤيا تطلق على الأمر الذي يُرى في عالم الغيب عمومًا (^٣)، ولفظها ليس خاصًّا بالرؤيا المنامية، مثل قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا﴾ (^٤)، وهذا يزيل الإشكال والخلاف في تفسير الآية، فرسول الله
_________
(^١) يقول الإمام محمد بن عبدالوهاب - يرحمه الله ـ: (إن الرؤيا الصالحة من أقسام ... الوحي)، راجع كتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين - يرحمه الله (٢/ ٢٣٧).
ولا ضير، فعن أبي هريرة ﵁: (أن رسول الله ﷺ كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا، إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة)، والحديث في مسند الإمام أحمد حديث برقم [٨٣١٣] وغيره، وصححه الإمام الألباني، والحديث في السلسلة الصحيحة: (قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا) (١/ ٨٤٥).
(^٢) سورة يوسف الآية (٣).
(^٣) ويحتمل أن تكون الحكمة في تسمية ذلك رؤيا لكون أمور الغيب مخالفة لرؤيا الشهادة فأشبهت ما في المنام، فتح الباري للحافظ ابن حجر (١٢/ ٣٥٢).
(^٤) سورة الإسراء الآية (٦٠).
1 / 40