تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
وبعد أن انتهينا من الوقوف على رموز رؤيا يوسف ﵇ نعرج على نصيحةٍ مهمّةٍ قالها يعقوب ﵇ لابنه، وتتمثل في قوله تعالى: ﴿يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ﴾ (^١)، كانت تلك النصيحة في غاية الرحمة والشفقة والحكمة من يعقوب ﵇ مخافة وقوع الضرر على يوسف ﵇ أو الحسد الذي سوف يأتي بما بعده من حقدٍ عليه وأذية له (^٢)، مع العلم أيضا أن بداية هذه الآية دليل قاطع على جواز قص الرؤيا على من يحسن التعبير وتتوفر فيه شروط المعبر المحسن.
وفي الحقيقة هذه النصيحة ليست خاصة ليوسف ﵇ فقط، بل هي نصيحة لكل من كان عنده رؤيا ويريد أن يتحدث عنها.
وإذا علمنا أن التحذير من الحسد في هذا الجانب جاء مع أول آية رؤيا في القرآن الكريم، وأنه كان أول ما أجاب عنه يعقوب ﵇ فنصح وحذر.
وكل أمر يأتي في البداية له أهمية تفوق ما سواه، بل إنه ﵇ لم يعبر الرؤيا ولكن نصح وحذر، ومن هذا الموقف يتضح لنا أهمية هذه النصيحة النبوية، وألا نقص الرؤيا على أي أحد، وبالأخص من كان فيه داء الحسد، حتى وإن كان بارعًا في باب التعبير.
(^١) سورة يوسف الآية (٥). (^٢) انظر زاد المسير (٤/ ١٨٠).
1 / 157