تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
المطلب الثالث: النَّصَبُ والتعب والشقاء من الإشارات التي ترمز لمعاني الشمس
يقول تعالى: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾ (^١)، ويقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ (^٢) ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ (^٣) وهّاجًا: يعني وقّادًا مضيئًا (^٤) ولا شك أن الشيء المتوقد سوف يتولد منه حرارة وحر وحرق، وبعد ذلك يتولد منه المشقة والتعب والصعاب، فالشمس حارقة حتى في النظر إليها وليس فقط بحرارتها.
وفي قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا﴾، يقول الشيخ الشعراوي - يرحمه الله: (ونحن نرى الشمس فيها ضياءٌ، والقمر فيه نور، فما الفرق بين الضياء والنور؟ الضياء: فيه نور وفيه حرارة. والنور: فيه ضوء وليس فيه حرارة (^٥).
(^١) سورة نوح الآية (١٦). (^٢) سورة النبأ الآية (٣١). (^٣) سورة يونس الآية (٥). (^٤) تفسير الطبري (٣٠/ ٤). (^٥) تفسير الشعراوي (٨/ ٥٠٧٠)، والشيخ العلامة ابن عثيمين - يرحمه الله - له نفس القول، شرح الأربعين النووية (٢٤٨).
1 / 134