وأما الملك المغيث فانه صارت رسله تتوالى إلى السلطان، وهو يعطيهم، وينعم اليهم. وخرج من الكرك، وأقام مدة في الطريق ؛ وأظهر السلطان من الاحتفال به شيئا كثيرة، وخدعه أعظم خديعة وأتی بيوت الخداع من أبوابها، وكتم أمره عن كل أحد، ولم يستشر في أمره غير نفسه.
ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا »
ولما وصل الملك المغيث إلى بيسان ركب السلطان لتلقيه يوم السبت سابع ؟ وعشرين جمادى الأولى، وسار في أحسن زي، فالتقى الملك المغيث، وسار إلى جانب السلطان ولما وصل إلى باب الدهليز ترجل، ودخل الخيمة المنصورة ، ودخل به إلى خركاة ، واحتيط عليه، وعلى أصحابه، وشفى السلطان غيظه ه.
وكان السلطان قد استدعي قبل ذلك قاضي القضاة بدمشق، والعلماء وأظهر أن ذلك لملك ومبايعة، ولم يطلع أحد على غير ذلك ؛ فلما وقعت الحوطة على الملك المغيث أحضر السلطان الملوك والأمراء والقاضي والشهود والأجناد ورسل الفرنجية وأخرج كتية من جهة العدو المخذول اليه. وقال الأتابك : السلطان يسلم عليكم ويقول : « ما أخذت الملك المغيث إلا بهذا السبب ». وقرئت هذه الكتب وانصرف الملك الأشرف والجماعة كلهم ؛ وقال القاضي ولجماعة العلماء : « ما طلبتكم إلا بهذا السبب ».
صفحة ١٥٠