ووصل إلى غزة، فوجد فيها والدة الملك المغيث، فأحسن اليها، وأنعم عليها واعطاها شيئا كثيرة. وحصل الحديث في حضور ولدها وتقررت الأمور على ما لم يعلمه أحد، وأعاد عليها العطاء والإنعام، وعلى كل من حضر معها حتى أنه حمل في جملة ذلك من الصيد خمسة عشر حملا. وتوجهت والدة الملك المغيث، وصحبتها الأمير شرف الدين الحاكي المهمندار، برسم الاقامات، وتجهيزها للملك المغيث إذا حضر.
ونظر السلطان في أمر أمراء التركمان، وخلع عليهم، وأحضر أمراء العائد، وجرم، وثعلبة، وضمنهم البلاد، والزمهم بالعداد، وشرط عليهم البريد، وإحضار الخيل برسمه. ورأى أعمال الحيلة البعيدة المرامي في أمر العدو المخذول، وكتب إلى ملك شير از ۲، وملك اللور وإلى خفاجه، يستجيشهم على هلاون، ويعرفهم بما وصلت به الأخبار من جهة الروم في البر والبحر من کسر برکه له مرة بعد مرة.
وسار من غزة فنزل الطور في ثاني عشر جمادى الأولى. وسير الملك الأشرف، صاحب حمص، يلتمس الأذن له في الحضور إلى الخدمة فأذن له، فحضر في نصف الشهر، فتلقاه السلطان، واحسن اليه ؛ وسير اليه سبعين غزالا جملة واحدة ، وقال : «صيد هذا اليوم جعلته لك ».
صفحة ١٤٩