تفسير حروف اسم السلطان والسر فى ذلك ، أن الطاء والألف بدلان على أن كل من عاداه أو عصى عليه أو خرج من طاعته أو أضمر له سوءا أو نوى له مكرا وخديعة ، فإن نارهما تحرقه لقوتهما مع سعد الملك حتى يتلاشى أمره ويتفرق شمله ، ولا يبقى له ولمن يلود به أثر ولا خبر ، كالنار احسية إذا وفعت فى أرض تأكل ما فيها كله وأما التاء ، فإنه يدل على أن من نصح له وأخلص فى طاعته ، ظاهرا وباطنا ، تنصب عليه نفحات نسيمه الوسيم وتربيه نسمات بره العظيم كألهواء اخسى ، فإنه حياة كل ذى روح ، وبقاء كل حيوان وأما الراء فإنه يدل على عمارته بلاد رعيته وعلى شمول عدله ، كالتراب اخسى ، فإنه رج منه أرزاق جميع اخيوانات ، ويستتر به من كان من الأموات وأما السر فى تكرر الحرفين فى اسمه ، فأنه يدل على إمتداد قوته فى سعده وعدم التخلل فى أثنائه من شىء منكد أو مغير ، وقد قلنا إن الطاء حرف نارى وله قوة زائدة على بقية العناصر ولاسيما النار إذا تزايدت من جنسها وتكررت إزدادت قوة فزيادة سعادة صاحبه تقارن هذين الحرفين من غير خلخل حرف أخر بينهما ، ألا يرى أن الملك الناصر الكبير لما تكرر اخرف في اسمه مع فاصل بين الحرفين حصل التغير لذلك ، وكذلك الملك الظاهر برقوق .
فالشكر لله تعالى أن اطرف المكرر الذى في اسم مولانا خلد الله ملكه ، وقع فيه هذا التقارن ، وخرف الراء أيضا أسرار عجيبة ، وقد قال علماء اخرفة أن الراء للقوة
صفحة ٧١