[35_2]
أني أظن بأنهم إن راجعوا ... وتجمعوا وأتوا بجيش مكثر
سروا وإن أسروا برؤية وجهه ... وتعشقوه بحسن ذاك المنظر
باعوا نفوسهم له فابتاعهم ... فلبئس ما باعوا ونعم المشتري
يا من لكعبة جوده وسعوده ... جبت البلاد وكل أقتم مغبر
وجنيت من ثمر الحقوق مكارما ... وصحبت في بردي صرير الصرصر
وزرعت شقة سبسب لا تنطوي ... إلا بأيدي الناجيات الضمر
وعلوت صهوة كل طود شاهق ... زحمت مناكبه سنام النير
وهبطت في قفر القفار كأنما ... ثور الثرى مهري وحوت الأبحر
وسلكت كل مفازة لا تهتدي ... فيها بنات الوكر طرق الأيسر
والشمس قد حجبت وعين المزن قد ... دمعت وقد شابت نواصي العرعر
حتى رأيت الليث في سطواته ... والبحر بل فلق الصباح المسفر
ورفعت حالي والمقرر نصبه ... فعلاه خفض وهو غير مقرر
إن كان حظي عن نوالك عاقني ... فالحظ يسعد بالكريم المجبر
خلفت خلفي أربعين وكيف لي ... مع ضيق ذات يدي القيام بعسكر
وتركت أصحاب الديون مواعدا ... لهم بحسن الفضل منك بمصدر
فارحم شبابي من عدوي أن يرى ... أني رجعت بصفر رحل أخسر
أملت مركز والدي فسعيت في ... طلب العلاء لرغم أنف المنكر
لا أبتغي الخيلاء فيه وإنما ... طعمت بنا أيدي الظلوم المذعر
فرأيت قد رسموا قوانينا بها ... حق القضاء بذي الطريق المعبر
فدخول خارجهم بصحن دراسة ... يبدي ملازمة بغير تدبر
إن كان من سنن الصواب فإنني ... أرجو ملازمة فلست بمشعر
وليلطفن كرما بما هو أهله ... حتى لأغفر ذنب عيشي الأكدر
صفحة ٣٥