[36_2]
فأنا الأحق بقول من قد قال في ... شكوى الضرورة والزمان المعسر
لم يبق لي شيء يباع بدرهم ... تغنيك رؤية منظري عن مخبري
إلا بقية ماء وجه صنتها ... عن أن تباع وبعتها لك فاشتر
لازلت يا صدر الصدور مظفرا ... ومؤيدا بسعادة وتصدر
والله يبقي النيرين بعيشة ... ممدودة وبدولة لم تشغر
بمحمد وبآله وبصحبه ... والبيت والحجر الشريف الأنور
وله فيه أيضا مودعا له:
سعدتم بما رمتم وحفكم النصر ... وحيث اتجهتم فاح من عرفكم نشر
وحيا الحيا أرضا طوتها جيادكم ... وباكرها الوسمي ووشعها الزهر
عجبت لها إذ شرفتها نعالكم ... وما اعشوشبت مجدا وقد حلها القطر
وأعجب منها إنها بخميسكم ... تمور ولم تغرق ومن فوقها البحر
وأعجب من هذين نار الوغى بها ... وقود ولم تحرق ومن بينها الجمر
وأعجب شيء ذا الجياد تسابقت ... وقد حملت من ضاق عن حمله الدهر
إليهن الصفاح المشرفية ما انتضت ... لقد قبلت كفا به شرف الثغر
وحسب الرماح السمهرية عزة ... لقد وازرت صدرا به شرح الصدر
نصير أراد الله نصرة دينه ... فصدره فاشتد في أمره الأمر
بصير له في كل أمر بصائر ... وزير له في كل وازرة إزر
حليم ولكن في المهابة ضيغم ... عظيم ولكن لا يداخله كبر
أمين على الدنيا حفيظ عن الدنا ... سريع إلى دفع الأذى دأبه الجبر
هو الألمعي اللوذعي أخو الحجا ... هو الحافظ الحاوي هو العالم الحبر
ألم يأن للكفار أن يهتدوا به ... وفي كل قفر موحش لهم قبر
فما بالهم لا أنعش الله حالهم ... لقد عميت أبصارهم أم وهي الفكر
صفحة ٣٦