[34_2]
ابن العراق وأين قسطنطينة ... شطت عن الحدباء عدة أشهر
يا ما أحيلى ماء دجلة في فمي ... والطير يصدح فوق غصن مثمر
ورياض جوسقه وظل قصوره ... وخرير جدوله بتلك الأزهر
وشميم نشر خزامها وعرارها ... زمن الربيع كنشر مسك أذفر
وكأنما نسج الغمام مطارفا ... قد وشعت بالزهر وشي العبقر
وأصابع المنثور ترمي نحونا ... حسدا وتغمزنا عيون العبهر
أنسيت تل كناسها وظبائه ... من كل غانية شبيه الجؤذر
عرج ركابك يا خليلي أو فعج ... وانه اشتياقك للرؤوف المبصر
العالم العلم الهزبر السيد ال ... سند الأغر أبو الحديث المشهر
صدر الصدور الفاضل ابن محمد ... الحافظ الحسن الحميد العنصر
ذاك الذي فتح الحصون برأيه ... والكفر بين تشدد وتكثر
ذاك الذي جعل البلاد أمينة ... والرعب يلعب في فؤاد القسور
ذلك الوزير المصطفى بن المرتضى ... بن المقتفى ابن العارض المستمطر
ذاك الذي طعن الطروس بمدحه ... قلم الأفاضل بالمداد العنبري
حتى تحدثت السطور بأنه ... عز الدهور وفذ عقد الجوهر
مغني الألوف بسيبه وبسيفه ... مردي الصفوف ببارقات السمر
من مبلغ الروم اللئام بأنه ... بالعزم جاوز همة الاسكندر
أنسوا مقارعة الفوارس بالقنا ... يوم الكريهة وانعقاد العثير
والروس تنثر بالسيوف كأنها ... ورق الخريف لوتها أيدي الأعصر
والقوم بين موشح بدمائه ... ومقيد ومجندل ومعفر
ما شاهدوا نار الوغى بل ما رأوا ... قبل القيامة كيف هول المحشر
هل ينكرون كماتهم بقيوده ... وتجاذب الفرسان مقود خيزر
صفحة ٣٤