القسم الثاني : صفات فعلية ، وهي ما كان مثل الإجاد للأشياء والإعدام لها ، وستر الذنب للتائبين، وإيصال النعم للمؤمنين وهكذا .. وضبطاها أن يقال بأن صفات الفعل هي التي يجوز أن يتصف بها تعالى مع اتصافه بضدها في حال واحد إذا كان محل التأثير مختلفا كالإيجاد والإفناء والرحمة والتعذيب والإغناء والفقر فتقول : أوجد الله كذا وأفنى كذا ورحم فلانا وعذب فلانا وأغنى فلانا وأفقر فلانا ...هكذا .
قال السيخ عبد العزيز (¬1) -رحمه الله تعالى- : والفرق بين صفات الذات وصفات الفعل هو أن صفات الفعل تجامع ضدها في الوجود عند اختلاف المحل، كأن يوسع في رزق زيد، ويضيق في رزق عمرو، وأن يرزق العلم عمرا، ويخلق الجهل لزيدا، وأن يخلق كذا دون كذا، ويحب فلانا، ويبغض فلانا، ويرضى عن فلان، ويسخط على فلان ويوالي فلانا، ويعادي فلانا، ويرحم فلانا، ويعذب فلانا، ...وهكذا .
وصفات الذات كالعلم والقدرة والإرادة لا تجامع ضدها في الوجود، ولو أختلف المحل، فلا يقال: علم الله كذا، وجهل (¬2) كذا، ولا قر على كذا، وعجز عن كذا ، ولا أراد كذا وأكره على كذا .. وهكذا .
وإن صفات الفعل تنفي عن الله في الأزل، فتقول : كان الله ولم يرض، ولم يسخط، ولم يحب ولم يبغض، ولم يخلق، ولم يرزق، ولم يرحم، ولم يعذب .. وهكذا .
وصفات الذات لا تنفي عنه في الأزل، فلا تقول: كان الله ولم يعلم، ولم يقدر، ولم يرد .. وهكذا.
صفحة ١٣٣