وقوله الواجب البطلان :تبين للمحال بأن وجوده واجب البطلان .ومعنى واجب البطلان أي :بطلان وجوده ثابت بالعقل,وذلك كما مثل له المصنف بقوله كوجود موجود قديم ععند من قد جل .. الخ . أي فمثال ما كان محالا عقليا، وهو وجود موجود في القدم غير الله عز وجل، وذلك لأن القدم صفة قد اختص بها المولى فيحيل العقل مشاركته في صفه قد اختص بها، إذ (¬1) لو كان مشاركا فيها، لم تثبت له خصوصية بها ولكان فيها هو وغيره سواء ، فظهر بطلان القول بقدم القرآن، وبطلان قول الأشعرية بأن الصفات الذاتية معان حقيقية قائمة بالذات العلية وسيأتى بيان مذهبهم والإستدلال على رده عليهم إن شاء الله تعالى .
وقوله قد جل : أي عظم شأنه .
والند : بالكسر ((المثل)). قال في المصباح : ولا يكون إلا مخالفا .
والخلان : الأصدقاء، ونفي الأصدقاء عنه إنما هو باعتبار المعنى المعهود فلا ينافي أنه قد اتخذ إبراهيم خليلا (¬2) ، لأن خلة إبراهيم للرحمن إنما هي محض اصطفاء ورفع شأن وبيان لعظم منزلة الخليل عليه السلام، ولما كانت الحنابلة تجوز تعدد القدماء _ كما حكا عنهم السيد الجرجاني (¬3) في شرح خطبة الكشاف شرع في بيان بطلان تجويزهم ذلك فقال :
* الإستدلال عن طريق القدم:
30- أيكون مع ربي قديم غيره لو كان ذلك كان ثم اثنان
31- وإذا يجوز ثلاثة أو ضعفها وكذا يجوز الألف والألفان
33- فلمن تكون عبادتي أفغير رب ي للعبادة مستحق ثان
صفحة ٩٨