أي ثبت ذلك عندهم، والمراد به هنا المعنى الأول وهو الإمكان الخاص بمعونة المقام .
والترجيح: هو بيان القوة لأحد المتعارضين على الآخر .
والمخصص: هو فاعل التخصيص .
وفاعل الرجحان: هو الذي صدر منه ترجيح أحد الطرفين على الآخر.
* واجب الوجود :
25- أو كان موجودا يحيل العقل أن يك حادثا أو مضمحلا فان
26- فهو الذي وجب الوجود لذاته لا غيره سبحانه الديان
27- إذ ليس في الأشياء إلا خالق وسواه مخلوق ضعيف عان (¬1)
أي والذي كان من الأشياء موجودا لم يتقدم له سبق عدم، ولا يجوز العقل وجوده بعد عدم، ولا يجوز أن يكون ذاهيا فانيا بعد وجوده، فذلك هو وجود واجب الوجود لذاته، ولا يتصف بذلك الوجود الواجب لذاته إلا من انفرد بالكمال الذاتي وهو الله عز وجل لا غيره، سبحانه أن يكون له شرك في هذه الصفة الخاصة به، وهو الوجود الواجب لذاته، فجميع ما عداه جائز الوجود والعدم أو مستحيل الوجود وكل ما جاز عدمه استحال قدمه .
فقدم القرآن مستحيل لذلك، وإنما قلنا أن الوجود الواجب مختص به الله عز وجل، لا يشاركه فيه غيره، إذ ليس في الوجود إلا خالق أو مخلوق، فالخالق هو الموجد القوي القاهر، والمحدث هو العاجز المقهور ولا ثالث هنالك .
ومحال أن يكون الوجوب الذاتي للحادث العاجز، فوجب أن يكون للموجد القادر القاهر .
فقوله أو كان موجودا: معطوف على قوله ما كان معدوما وحذف الموصول لدلالة (¬2) الأول عليه .
وقوله يحيل العقل : أي يمنع العقل ، أي لا يتصور فيه جواز حدوثه وعدمه .
وقوله إن يك حادثا: أي يأبى العقل كونه موجودا بعد عدم . وجزم بأن المصدرية على حد قول الشاعر :
تعالوا إلى أن يأتينا الصيد نحطب (¬3)
صفحة ٩٦