وقوله أدركته : بمعنى طلبته ولحقته (¬1) يقال أدركت الشيء إذا طلبته فلحقته .
والعناية : الحفظ .
والخلاص : السلامة والنجاة من الشيء .
والربقه : عروة من حبل تشدبه الهم ويقال ربقت فلانا في الأمر ربقا من باب قتل : أوقعته فيه (¬2) والخذلان : اسم لترك النصرة والإعانة ، شبه هذه الحالة بالعروة التي تشد بها البهيمة، بجامع ان كلا منهما مانع عن الوصول إلى المطلوب فالربقة مانعة للبهيمة عن ذهوبها إلى ما تشتهي والخذلان مانع للعبد عن سلوك طريق الرضوان نعوذ بالله من خذلانه وغضبه ونسأله إعانته ورضاه .
خبر أبي شاكر الذيماني
فسعى إلى المولى بنور العقل لا كفعال قوم قلدوا الذيماني (¬3) (¬4)
أي فذهب إلى معرفة الله - عز وجل - بسبب عمله الذي هو الإهتداء به كالجسم الذي يدرك به البصر المحسوسات البصرية، وهذا السعي هو التحقيق المطلوب من المكلف وليس هو مثل فعل قوم نبذوا البراهين وراء ظهرهم وركنوا إلى الأخذ بقول الغير من غير حجة، ولا سيما إن كان ذلك الغير جاهلا أو غير ثقة كأبي شاكر الذيماني (¬5) .
فسعى : بمعنى ذهب، واستعماله في الحسيات هو المعروف . واستعمله المصنف في المعنويات على سبيل التجوز للتنبيه على أن المعنويات صارت في حق هذا المحقق كالمحسوسات بالنسبة إلى غيره . وقوله إلى المولى : أي إلى معرفة المولى، أي معرفة كمالاته وما يستحيل في حقه وما يجوز، فأثبت له الواجبات في حقه وأحال عنه المستحيلات .
والنور : جسم لطيف تدرك به حاسة البصر المحسوسات البصرية .
والعقل : هنا العلم، شبهه بالنور بجامع الإهتداء بكل منهما، وتشبيهه به كثير شائع .
صفحة ٨١