10ولو ارتقى درج المعارف في سما ... تحقيقه وعلا على كيوان
أي ولو صعد على المعارف التي هي كا لمراقي في الوصول إلى الكمالات الإنسانية ، فانتهى إلى حال يثبت فيه المسائل بأدلتها وارتفع في الكمالات الإنسانية إلى محل يشبه في المحسوسات (¬1) المحل الذي هو فوق زحل .
فارتقى : بمعنى صعد وارتفع
والدرج : جمع درجة كقصب وقصبة ، هي المراقي التي يصعد عليها كالسلم ونحوه .
والمعارف : جمع معرفة وهي العلم بالجزئيات والتصوريات (¬2) وشبهها بالدرج بجامع ان كلا منهما موصل إلى علو فالدرج توصل في الحسيات إلى المكان المرتفع ، والمعارف (¬3) توصل في المعنويات إلى الكمال الإنساني .
وقوله في سما تحقيقه : أي إلى سماء تحقيقه ، ففي بمعنى إلى ، والتحقيق هو إثبات المسألة بدليلها . فإن أثبت للدليل دليل كان تدقيقا . ويطلق التحقيق على الإتيان بالشيء على وجه الحق . وشبه التحقيق بالسماء وهي الجسم المظل للأرض بجامع ان كلا منهما قد أخذ نهاية في الأرتفاع .
وعلا : بمعنى ارتفع .
وكيوان : هو زحل وهو نجم قيل أنه في السماء السابعة (¬4) .
11 إلا إذا ما أدركته عناية ... ... لخلاصه من ربقة الخذلان
أي من تمسك بأذيال الهوى فهو ممنوع من معرفة الرحمن وموسوم بالجهل والخسران ولو علا شأنه وارتفع في العلم مكانة إلا إذا لحقه حفظ لأجل سلامته ونجاته من الحالة التي يكون فيها غير معان بل موكول فيها على نفسه ومأسور فيها عن السلوك في طاعة ربه فالإستثناء من قوله ولمن بأذيال الهوى ... الخ .
صفحة ٨٠