ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: { وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركآؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم } [الأنعام: 137]، أيقولون: إن شركاؤهم هم الذين زينوا لهم قتل أولادهم ليردوهم بقتل أولادهم؟ فإن قالوا: نعم هم المزينون لهم دون الله؛ رجعوا عن قولهم، وقالوا بالحق في ربهم. وإن قالوا: بل الله قضى بذلك عليهم وزينه لهم؛ فقد ردوا كتاب الله بذلك. ثم يقال لهم: كيف يزين الله لهم ذلك ثم يرمي به شركاءهم وهو الفاعل له دونهم؟! أما يسمعونه سبحانه يقول: { ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا } [النساء: 112]، فكيف يعيب الله سبحانه شيئا ثم يفعل مثله؟! تبارك وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ومما يسألون عنه أن يقال لهم: أخبرونا عن قول الله سبحانه: { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } [الأنفال: 48]، أتقولون: إن الشيطان زين لهم أعمالهم، وقال لهم ما قال مما ذكر الله عنه، أم تزعمون أن الله الذي قال لهم وزين؟ فإن قالوا: بل الشيطان زينه لهم وقاله؛ تركوا قولهم وخرجوا من الباطل. وإن قالوا: إن الله الذي زينه لهم؛ لزمهم أن يقولوا إن الله زين لهم الخروج إلى قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه هو الذي قال للمشركين لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم، وفي هذا إكذاب الله والكفر به.
صفحة ٣٠٤