كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
وأما ما ذكر الله من الطبع على قلب من على قلبه طبع، فسنقول فيه بوجه من قال به إن شاء الله أصاب، ووجده بينا نيرا في اللسان والإعراب، وهو ما تقول به العرب لمن ذكر في ملأ من الناس عن إنسان شيئا مما يفعله ويكتسبه ويصنعه من الردى والخنا: يا فلان، طبعت ويحك فلانا وأفسدته، وطرحته بما طبعته به من أعينهم. فعلى ذلك يخرج الطبع من الله لقلوب الفاسقين، عند ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده المؤمنين، فيكون طبعه لها عندهم؛ هو: ما ذكر وأخبر به عنها من باطن أسرارها، وفاحش إضمارها(1) وفسادها، وقلة قبولها للحق واهتدائها، وكفرها بربها وحسدها لنبيها، وبما فيها من الدغل والعداوة لخاتم النبيين، والمشاقة لرب العالمين، والمنافقة للمؤمنين، والصد عن سبيل أحكم الحاكمين، كما قال أصدق الصادقين: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم} [محمد: 20]، فيكون ما قص عنهم من قصصهم، وأخبر به من الضلالة عنهم، ومن الحيرة(2) والتكمه، والجهالة، والكفر والشقاق(3) والسفالة، وما سماهم به من ذلك ودعاهم؛ طبعا(4) طبعهم به.
فهذا والحمد لله حجة فيما سأل عنه من الختم والطبع شافية، مجزية لمن أراد الحق من جميع الناس كافية. والحمد لله على توفيقه، ونشكره على تسديده.
صفحة ٣٦٤