كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
تصانيف
الفقه الشيعي
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية
الإمام الأعظم الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم الرسي، أبو الحسين [245-298ه] ت. 298 هجريتصانيف
وقد يخرج ذلك على معنى آخر، فيكون على قدر علمه منهم بما سيكون من اختيارهم للضلال، وإيثارهم للسفال(1)، وتركهم للهدى، وقلة رغبتهم في التقى، وأنهم للعنتهم(2) وحميتهم، وشدة حسدهم لنبيهم؛ لايختارون ما جاء به من الله (برا بهم) (3) وأنهم لا يطيعونه فيما دعاهم من حظهم إليه، وأنهم سيجاهرون بالجرأة عليه، فلما أن علم الله منهم أنهم يختارون بما ركب فيهم من القدرة والاستطاعة، وسلم لهم من الجوارح والآلة معصيته على طاعته، ومخالفته على مرضاته، وأنهم يلقونه يوم الحشر كفارا كذلك، فختم لهم إذ قد علم (صيورة أمرهم بذلك، فكان الختم منه علينا، إخبارا منه بما علم)(4) من غاية أمرهم(5)، فختم عليها ولها؛ بما علم أنه يكون آخر اختيارها وعملها. وكذلك قيل في محمد سيد المرسلين، إنه صلى الله عليه وآله خاتم النبيين، فسمي خاتمهم إذ كان آخرهم، فلما أن علم الله آخر أعمالهم، وما عليه يكون فناء آجالهم؛ ختم بذلك عليهم، ودعاهم به وذكره عنهم وفيهم، فكان ذلك العمل منهم اختيارا، وكان ما قال الله فيهم منه إخبارا.
صفحة ٣٦٣