نعم: الكاذب يري البعيد قريبا، والقريب بعيدا، ويظهر النافع في صورة الضار، والضار في صورة النافع، فهو رسول الجهالة، وبعيث الغواية، وظهير الشقاء، ونصير البلاء، فعلى ما تقدم تكون صفة الصدق ركنا ركينا للوجود الإنساني، وعمادا للبقاء الشخصي والنوعي، وموصل العلائق الاجتماعية بين آحاد الشعوب، ولا تتحقق ألفة مدنية أو منزلية بدونه.
وانظر فيما إذا فقدت أمة خلة الصدق، كيف ينيخ الشقاء بها رواحله، وينفذ سوء البخت فيها عوامله، وكيف ينتثر نظامها، ويفسد التئامها.
صفحة ١