============================================================
وبلغني من اعيان العدول ان الحكيم موسى مرض فعاده القاضي الفاضل وكان اليهودي عالما فاضلاء فقال للفاضل قد وجب حقك على مجرى وزيارتي واوصيك ان لا تتطب يهوديا فعندنا من حلل السبت استبحنا دمه، فحرم القاضي طب اليهود واستخدامهم لذلك : وذكر عن بعض اليهود انه كان يجئ لبعض المتمولين المغفلين فيحضر له في الجباية النخاس فيردها عليه فاذا اخذها يقول لعن الله من دفعها لي فيظن ذلك المغفل ان المراد به غيره.
وبلغني ممن اثق به ان اليهودي يكتب ورقة ويجعلها في عمامته مضمونها لعن من يلعنه وشتم من يشتمه فاذا لعنه احد يقول له لعنتك على راسي وانه يدخر في بيته خشبتين ويسمي احدهما السعادة والاخرى النعمة. واذا وجد المسلم قال له صبحك الله او مساك بالسعادة والنعمة. ومراده الملعون بالخشتين المذكورتين: وحكى لي بعض العدول ان بعض اليهود بلبيس استاذن للصاحب صفي الدين بن شكر في ضيافة يحضرها له فاذن له فعمل في ييته ما امكنه فلما تهيا الطعام قال لزوجته عملتي الشريعة فقالت لا فقال اعمليها فدخلت وخرجت ومعها زبدية فيها اراقة فجملت تاخذ بملعقة وترشه على الزبادي والطعام فوشي للصاحب بذلك فامتنع وطلب اليهودي واستقره فقال نحن معاشر اليهود من حلل السبت استحللنا دمه في شريعتنا، ولما لم تقدر جعلنا في الطعام بولا، فقتل اليهودي صبرا واراق الطعام: وكان في زمن الحافظ:.... موفق الدين بن الخلال من اكابر العلماء الذي ورد عليه القاضي الفساضل وكان من اكابر الروءساء والفضلاء وكان يتحنث في امر الدواوين والانشاء وكان من سنن ملوك مصر ان لا اقطاع لاحد من الجند ينفق فيه من الخزانة كعوائد العراق وانه عند تخضر البلاد ينلب موفق الدين ومن هو في منصبه من فيه نباهة ومعرفة من الجند ومعه من العدول الموثوق 5
صفحة ١٦