هذا الباب، والموطأ هو الأول واللباب. وعليهما بنى (١) الجميع، كالقشيري (أي: الإمام مسلم) والترمذي، فما دونهما ما طفقوا (٢) يُصنِّفونه، وليس (في قدر) (٣) كتاب أبي عيسى مثله حلاوة مقطع، ونفاسة منزع، وعذوبة مشرع.
وفيه أربعة عشر علمًا فوائد؛ صنف -وذلك أقرب إلى العمل- وأسند وصحح وأسقم (٤)، وعَدَّد الطرق، وجرح وعدَّل، وأسمى وكنَّى (٥)، ووصل وقطع، وأوضح المعمول به والمتروك، وبيَّن اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله. وكل علم من هذه العلوم أصلٌ في بابه، وفردٌ في نصابه. فالقارىء له لا يزال في رياض مُؤْنِقَة (٦)، وعلوم متفقة متسقة " (٧) . انتهى.
وقال بعضهم (٨):
كتاب الترمذي رياضُ علمٍ ... حكت أزهارُه زهرَ النجومِ
_________
(١) في العارضة (١/١٠): "بناء".
(٢) طفق يفعلُ الشيء: جعل أو استمر يفعله. المعجم الوسيط (٢/٥٦٠) مادة (طفق) .
(٣) في العارضة: " فيهم مثل " (١/١٠) .
(٤) في العارضة (١/١٠): " وصحح وأسلم "، وفي (ش): " وصحح وأسقم "، ولعلها الأنسب.
(٥) في العارضة (١/١٠): "وأسمى واكنى".
(٦) (آنقه) الشيء إيناقًا: أعجبه، فهو مؤنِق (وهي مؤنِقة) . المعجم الوسيط (١/٣٠) مادة أنق.
(٧) عارضة الأحوذي (١/١٠) .
(٨) ذكر السيوطي هذه الأبيات في البحر الذي زخر (٣/١٠٥٨) وقال: وجدت بخط الشيخ أبي الصبر أبياتًا في مدح مصنَّف الترمذي غير منسوبة. وكذا قال عبد الله سالم البصري في ختم الترمذي في غير إشارة إلى السيوطي. وأبو الصبر أيوب بن عبد الله السبتي المحدث المقرئ (ت: ٦٠٩ هـ) . التكملة (١/١٦٧)، وجذوة الاقتباس (١/١٦٨)، وختم جامع الإمام الترمذي لعبد الله سالم البصري (ت: ١١٣٤ هـ) تحقيق العربي الغرياطي ص (٥٧-٥٩) وعلق المحقق في ج ١ بقوله: " وجدتها منسوبة للشيخ أبي العباس أحمد بن معد التجيبي الأقلشي الأندلسي (ت: ٥٥٠ هـ) أسندها إليه أبو القاسم عبيد بن محمد الإسعردي (ت: ٦٩٢ هـ) في كتابه: فضائل الجامع ص (٥٣)، وهي من البحر الوافر.
1 / 9