167

قشر الفسر

محقق

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

الناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

الرياض

بهم من جميع جوانبهم وكيف تُنصب الحبائل لاقتناصهم، ويملك عليهم طرق خلاصهم وأنه كيف تُقصد فتُحصد وتُمحن فتُطحن، وتُدرك فتُهلك، فكانت عامر بالتوقف عن رداها نفوسًا تُستشار كيف تُباد وتُبار وأنى تُؤتى فتتوى، فإن التوقف والمراسلات وقفٌ على مقاصدها ومراصدها. (وجاءوا الصَّحصحانَ بلا سروجٍ ... وقدْ سقطَ العِمامةُ والخمارُ) قال أبو الفتح: الصَّحصحان صحراء هناك معروفة، والصَّحصحان في غير هذا كل أرض فضاء واسعة. وقوله: العمامة والخمار، أي: العمائم والخُمر، فاكتفى بالواحد عن الجمع، وقوله بلا سروج، أي لشدة الهرب، أي: قد طرحوا سروجهم وعمائمهم وخُمر نسائهم طلبًا للخفة والهرب. قال الشيخ: قوله طرحوا إلى والهرب محل تأباه العقول السليمة وتعافه العادات المستقيمة، ولم نسمع بفارس نزل عن فرسه في الهزيمة، وألقى سرجه واعروراه هاربًا، فإن الطلب لا يمهله، ولو لم يكن وراءه طلب لأخذ فرسه

1 / 169