============================================================
القانسون مانعة جمع، فاستثناء عين أحد طرفيها ينتج نقيض الآخر، وان كسانت مانعة خلو فبالعكس (أقسام القياس بحسب المادة) وأما القياس بحسب المادة فخمسة أقسام، لأنه ان تألف من اليقينيات، وهي الضروريات السابقة، أو ما انتهى إليها، فبرهان، ويستعمل حيث يراد القطع. وإن كان من مظنونات لالزام الخصم، أو إقنساع القاصر، فجدل وان كان منها للتنبيه على المصالح والمضار، ونحو ذلك، فخطابة، او للتخييل والتزيين، وتحريك النفوس، فشعر. وان كانت من الوهمية الكاذبة لمغالطة أهل العقول، وإيهام العلم، ونحو ذلك، فمشاغبة، ويقال المغالطة والسنسطة.
وهذه الأقسام كما ترى كثيرا ما تتمايز بالحيثآية، مع الاشتراك في المادة والاعتثاء بها 39 مهم، لأن اكتساب العلم من صورة ( القياس، إنما يكون بصدق المادة.
وهذا آخر العلوم الفلسفية، وقد تواطا على بعضها الملة والفلسفة، كالعلم الإلهي على ما يجيء، والطب والعبارة والتوقيت، فهي موجودة في لسان الشرع، وأدخل منها في الملة ما عمت منفعته وعظمت فائدته، مع هذه المذكورة كالمنطق والحساب، وما يحتاج اليه من علم الهيئة ومن علم الهندسة، كالتكسير، وكثير منها متروك إلا في الخصوص، لعدم الحاجة اليه، أو لقصور الهممم1 عنه، وجملة منها دنيوية بقيت في أيدي العامة، من الفلاحين والبنائين، ورؤساء البحر، وأهل السحر، وخطاط الرمل، وتحو هؤلاء.
1- ورد دو ج: العلم.
صفحة ١٧٦