في ذكر أكل ذبيحة الكتابي
وقد أجاز الأمير الحسين طعام أهل الكتاب واستدل بالكتاب والسنة.
أما الكتاب فقول الله تعالى: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم}[المائدة:5] ومعلوم أن اللحم مما يأكلونه ويتطعمونه، قال تعالى: {طعام مساكين}[المائدة:95] قال الشاعر :
وأهون ما يأتي الفتى من نقيصة .... يد بين أيد في قليل طعام
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم))، وقال أيضا: ((سيد إدام الدنيا والآخرة اللحم))، وقال تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه}[آل عمران:93].
وعن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله في الثنوية من المجوس ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم ولا ناكحي نسائهم)).
وروي أن عمر لما افتتح بلاد الثنوية من المجوس قال: ما أصنع بقوم لا كتاب لهم أنشد اللهم رجلا سمع فيهم شيئا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ذكره، فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم، ولا ناكحي نسائهم)).
فإن قيل: إن الأدلة قد دلت على تحريم ذبائح الكفار، قال الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله...} إلى قوله: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم}[المائدة:2-3] فاقتضى ذلك تحريم أكل ذبيحة من ليس بمؤمن؛ لأن قوله تعالى: {إلا ما ذكيتم} الضمائر في هذه الآيات تعود إلى قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا}.
صفحة ٥٦