باب الغسل
الغسل بضم الغين وسكون السين الاسم من الاغتسال، والغسل بكسر الغين ما يغسل به الرأس، قال الشاعر:
فياليل إن الغسل ما دمت
أيما علي حرام لا يمسني الغسل
ويقال: لحنظلة بن الراهب الأنصاري غسيل الملائكة؛ لأنه قتل يوم أحد جنبا فغسلته الملائكة، قال الله عز قائلا: {ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}[النساء:43].
وعن علي عليه السلام قال: كنت رجلا مذآء فاستحييت أن أسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمكان ابنته مني، فأمرت المقداد بن الأسود فسأله، فقال: ((يا مقداد: هي أمور ثلاثة: الودى وهو شيء يتبع البول كهيئة المني، فذلك منه الطهور ولا غسل منه، والمذي أن ترى شيئا، أو تذكره فتمذي، فذلك منه الطهور ولا غسل منه، والمني الماء الدافق، إذا وقع مع الشهوة أوجب الغسل)).
وعن علي عليه السلام قال: كنت أكثر الغسل من المذي حتى تشقق ظهري فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((إنما يكفيك أن تنضح على فرجك وتتوضأ للصلاة)).
وعن علي عليه السلام قال: كنت رجلا مذآء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا نضحت الماء فاغتسل))، ويسمى المني منيا؛ لأنه يمنى أي يراق، ومنه سميت منى لما يراق فيها من النسك.
قال تعالى: {ألم يك نطفة من مني يمنى}[القيامة:37].
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من جامع ولم يمن فلا غسل عليه))، وهو معارض بأخبار أصح منه وأكثر.
روى سهل بن سعد الساعدي قال: حدثني أبي بن كعب أن ذلك رخصة رخص فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أمر بالإغتسال بعد.
صفحة ٤٢