سمعت الناس ينتجعون غيثا .... فقلت لصديح انتجعي بلالا والنقيب المملوك من هذا المنثور إلى هذا المنظوم، فقال وله قلب من تحمل الغرامات من هذا القصد، وما يستغرقه من النفقة مكظوم:
فعد عن ذكر العذيب والحمى .... وحاجر ورامة وحاسما
وعد عن سلع وعن شعابه .... ومربع بالرقمتين قاسما
وعد عن نعمان والسفح الذي .... كأن به سرح الظبا سائما
وعد عن تشبيب أرباب الهوى .... وذكرهم في شعرهم معلما
وعد عن ذات اللمى تغزلا .... واذكر أمير المؤمنين قاسما
القائم المنصور حقا من غدا .... لمادة الجهل البسيط حاسما
خليفة الله الإمام المنتضى .... سيفا على هام العدا صارما
فهو الذي أيقظ دين المصطفى .... من رقدة وكان قبل نائما
وهو الذي أحيا رسوما قد عفت .... من ديننا وأنهض المكارما
مجاهدا في الله ذا عزيمة .... يبيد ممن عاند العزائما
إني أهني عترة المختار إذ .... رأوا برج النصر ناجما
رأوا على أفق الفخار قاسما .... لمن مضى في فخرهم مقاسما
شمس بدت والظلم ذو دالج .... فكشفت بنورها المظالما
مذكرا بالغر من آبائه .... وصادقا وبارقا وكاظما
واذكر لديه ناصرا وهاديا .... ونجم أبناء الرسول القاسما
تجدهم في شخصه تصوروا .... علما وزهدا وجهادا قائما
ذا خاتم في خنصر الآل الذي .... غدا لهم مثل النبي خاتما
[ق/42]
من لم يفه بمدحه ووصفه .... كمثل وصف كان فيه آثما
قرأت في وصفي له لنافع .... فكان لي عن كل سوء عاصما
شم برق سحب الجود من بنانه .... إن كنت للغيث الملت شائما
وادخل بساتين الندى بوصفه .... تجده روضا بالزهور باسما
طير الأماني ناشر جناحه .... لنيلها خوافيا قوادما
زر سوحه يا طالبا كنز الغنى .... إن كنت للمال الجزيل عادما بجمع تكسير تزور بابه .... فتنثني بالمال جمعا سالما
صفحة ٢٩٠